احتفلت مدينة “بوقاعة” شمال ولاية سطيف، بالذكرى المخلدة لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة وذلك بالمركز الثقافي الجديد التابع لذات الدائرة، بحضور منتخبين محليين وولائيين، إضافة إلى مجاهدين وأساتذة، فضلا عن جمع من المواطنين الذين اكتظت بهم القاعة المخصصة للاحتفال، وذلك بالتنسيق مع رئيس لجنة الحفلات للمدينة وقسمة المجاهدين ومنظمة أبناء الشهداء. هذا وقد تضمنت فعاليات هذا الحفل الذي دام يومين كاملين، حيث تم في اليوم الأول تكريم مجموعة من المجاهدين وبعض أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين بالمركز المذكور أعلاه، فيما تم إلقاء محاضرة على الحضور الكريم، كما تم عرض شريط تاريخي في السهرة حول الشهيد البطل مصطفى بن بولعيد بقاعة المسرح حيث دارت أطوار المسرحية حول شخصية ثورية لقبت ب”أسد الأوراس” و”أبو الثورة” بن بولعيد البطل، أين أثبت جدارته في الميدان كقائد عسكري في مواجهة الاستعمار الفرنسي، فهو قائد سياسي يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة، كما يملك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد قضيته وعدالتها، وكان يتحلى بإنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية، بعدها تم منح الكلمة لمجموعة من المجاهدين وأبناء الشهداء، كما تطرق كل من حسان بن عمارة رئيس لجنة الحفلات، مراد بن تواتي رئيس المجلس الشعبي البلدي وأحمد عنان رئيس الدائرة، في كلمة ألقوها على الحضور إلى عظمة المناسبة والحدث. وفي تمام الساعة الصفر تم رفع العلم الوطني بمقبرة “عين مداح” وسط حضور جمع كبير من المواطنين خاصة الشباب منهم وهي سابقة لم تشهدها المدينة من قبل، وفي حدود الساعة الثامنة صباحا تم التوجه مشيا على الأقدام إلى ذات المقبرة انطلاقا من مقر البلدية، وذلك لوضع باقة من الزهور ترحما على أرواح الشهداء الأبرار، بعدها تم التجمع بالمركز الثقافي للاستمتاع بالاحتفالات، الأغاني والأناشيد الوطنية، ناهيك عن محاضرات حول ثورة التحرير، وأهم محطاتها على المستوى المحلي والوطني، كما تضمنت مداخلات المشاركين شهادات حية لمجاهدين عايشوا أحداث تلك الفترة المهمة والحاسمة في تاريخ الجزائر، إلى جانب ذلك تم توزيع الهدايا على الفائزين في دورة نظمتها لجنة الحفلات في رياضة كرة الطاولة بالمركز الثقافي، إضافة إلى تقديم عرض بهلواني وعرض مسرحيات على غرار مسرحية الشهيد، كما تم عرض شريط تاريخي حول المنطقة وإلقاء عدة محاضرات عن الذكرى. في سياق مواز نوه رئيس المجلس الشعبي البلدي بهذه «السنة الحميدة» التي دأبت السلطات المحلية على تنظيمها في الفاتح نوفمبر من كل سنة، مؤكدا على ضرورة تسليم المشعل للشباب لاستكمال مسيرة الأجداد وخوض معركة البناء والتنمية، مذكرا بأهم المراحل والمحطات التي شهدتها المنطقة في الفترة الممتدة بين بداية الثورة المجيدة وعيد الاستقلال، إلى أن جاء دور تكريم بعض الوجوه الثورية لتختتم بذلك فعاليات هذا الحفل البهيج وسط استحسان كبير من طرف الحضور والمسؤولين.