حرص الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» على استغلال الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال المغرب من أجل توجيه رسائل حسن نية من الجزائر بأنها تحرص، أكثر من أي وقت مضى، على إقامة علاقات متينة مع هذا البلد الجار، فيما لم يتطرّق إلى قضية فتح الحدود رغم أنها لا تخلو من التناول السياسي في التصريحات الرسمية المغربية. جدّد رئيس الجمهورية، «عبد العزيز بوتفليقة»، في برقية تهنئة بعث بها إلى الملك المغربي «محمد السادس» بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال المملكة، حرصه الدائم على مواصلة العمل سويا لتوطيد علاقات التعاون التي تجمع بين البلدين. وجاء في برقية الرئيس «بوتفليقة» قوله: »ولا يسعني إلا أن أجدّد لكم حرصي الدائم على مواصلة العمل معكم في سبيل توطيد علاقات الأخوة والتعاون التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين ومواصلة توثيقها تحقيقا للمنفعة المشتركة». وتضمنت برقية رئيس الدولة إلى العاهل المغربي تأكيدا واضحا من الجزائر بالتوجه نحو تحسين العلاقات الثنائية وفق تطلعات الشعبين، حيث خاطب «محمد السادس» بأنه «وإذ أستحضر تلك المحطة التاريخية وتلك الصفحات المشرقة التي خطتها شعوبنا في سجل بطولاتها وتضحياتها من أجل انتزاع استقلالها، فإنني أؤكد لكم أن رصيدنا النضالي المشترك سيظل خير حافز لنا للتواصل وبناء مستقبل قوامه التعاون والتآزر وحسن الجوار». وقال الرئيس «عبد العزيز بوتفليقة» بهذه المناسبة «يطيب لي والشعب المغربي الشقيق يحيي الذكرى السادسة والخمسين لإعلان استقلاله أن أتوجه إلى جلالتكم باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي بأخلص التهاني وأصدق التمنيات سائلا المولى العلي القدير أن يحفظكم ويديم عليكم وعلى كافة الأسرة الملكية الشريفة موفور الصحة والعافية وعلى الشعب المغربي الشقيق موصول التقدم والنماء تحت قيادتكم الحكيمة». وليست هذه المرة الأولى التي يؤكد فيها رئيس الجمهورية «التوجّه الإيجابي» للجزائر نحو إعادة الدفء للعلاقات الثنائية مع المملكة المغربية، لكن بالعودة إلى التصريحات التي يطلقها «محمد السادس» في كل مرة يُلقي فيها خطابا على الشعب المغربي يتضح أنها ساهمت في إبقاء الوضع على ما هو عليه خصوصا أمام التهجّم المستمر على بلادنا واتهامها ب «المساس بالوحدة الترابية المغربية»، وهو الأمر الذي أشار إليه وزير الشؤون الخارجية قبل يومين في الرباط عندما لمّح إلى أنه يتوجب على المسؤولين المغربيين الكفّ عن استهداف الجزائر في تصريحاتهم الرسمية.