دعا الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر، الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، إلى تطبيق شعار "نعم نستطيع" على الواقع الصحراوي، وأوضح أن 18 سنة من الوساطة أكثر من كافية لتحديد الطرف المعرقل لتنفيد القرارات الأممية، فيما أشار الممثل السابق لبعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية " المينورسو" فرانشيسكو باستاغلي إلى "الخطأ السياسي" لمنظمة الأممالمتحدة التي تتردد في فرض احترام ميثاقها. ل أمس بمدريد التأكيد مرة أخرى و بقوة على حق تقرير مصير الشعب الصحراوي في حين تمت إدانة التعنت و المماطلات المغربية لعرقلة حل نزاع الصحراء الغربية وذلك لدى افتتاح أيام الجامعات العمومية المدريدية الثالثة حول الصحراء الغربية. وقد استقطب اللقاء جمهورا غفيرا بحضور رئيس الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر و شخصيات اسبانية و رئيس لجنة إفريقيا في الكونغرس الأمريكي دونالد باين و الممثل السابق لبعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية " المينورسو" فرانشيسكو باستاغلي فضلا عن عديد المسؤولين الصحراويين الآخرين و ممثلي بعض المنظمات غير الحكومية المساندة للشعب الصحراوي و وفد جامعي جزائري. وأوضح طالب عمر لدى تدخله بهذه المناسبة أن هذه الأيام تنعقد في "ظرف حساس من تاريخ النزاع الصحراوي الذي يتطلب تضافر جهود الجميع من أجل انقاد السلام و تجنب العودة إلى السلاح"،كما أكد في هذا الصدد أن آفاق السلام "مهددة جراء تعنت و مماطلات المغرب الذي يحاول تشويه جوهر استفتاء تقرير المصير من اجل فرض الحلول الأحادية بغية إضفاء الشرعية على احتلاله للصحراء الغربية". و ندد في هذا الخصوص بالمغرب الذي ينتهك حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، مذكرا في هذا الصدد بمختلف التقارير التي أعدتها منظمات دولية في مجال حقوق الإنسان و البرلمان الأوروبي و المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان. إذ جدد التزام الصحراويين بتفضيل النهج السلمي في البحث عن حل عادل ومنصف للمشكل الصحراوي و بمواصلة التعاون بصدق مع الهيئات الأممية بهذا الخصوص لاحظ، طالب عمر أن " 18 سنة من الوساطة أكثر من كافية لتحديد الطرف الذي يعرقل تنفيذ قرارات الأممالمتحدة. وبعد أن طالب القيادي في جبهة البوليساريو ب"كسر جدار العار" وإطلاق سراح المساجين السياسيين الصحراويين، كما طلب من فرنسا "تصحيح موقفها في مجلس الأمن الأممي حيث تدافع عن الجرائم التي يقترفها المغرب"، داعيا الإدارة الأمريكية للرئيس باراك أوباما إلى تطبيق شعار "نعم نستطيع" على الواقع الصحراوي ، و من جهته، ذكر رئيس التنسيقية الاسبانية لجمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي خوسي تابوادا بالمسؤولية التاريخية لاسبانيا في تصفية الاستعمار بهذه المستعمرة الاسبانية القديمة و ندد بالعراقيل التي يضعها المعرب لمنع هذا الشعب من تقرير مصيره بحرية عبر تنظيم استفتاء عادل و نزيه تحت إشراف الأممالمتحدة، مؤكدا أيضا أن الحل لا ينبغي أن يقتصر على الجانب الإنساني. وفي تدخله، أشار بسطاغلي الذي أيد حقوق الشعب الصحراوي الثابتة إلى "الخطأ السياسي" لمنظمة الأممالمتحدة التي تتردد في فرض احترام ميثاقها سواء تعلق الأمر بجوانبه الخاصة بحقوق الإنسان أو حماية الموارد الطبيعية و غيرها، واعتبر أن الأممالمتحدة أخفقت في مهمتها بسبب عدم تمكنها من تجسيد مختلف لوائحها الخاصة بالصحراء الغربية و التي تنص كلها على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. و من جهته، أوضح ممثل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة أحمد بوخاري إلى تناقضات المغرب فيما يخص الملف الصحراوي، منددا بتقلبات الرأي لدى هذا البلد الذي وافق على مبدأ تنظيم استفتاء بالصحراء الغربية ثم تراجع عن موقفه وأصبح اليوم "يعارض هذا المبدأ و يتشبت بمشروع الحكم الذاتي غير الشرعي الذي يريد أن يفرضه على الشعب الصحراوي و المجتمع الدولي"، ليقول خلال هذا اللقاء الذي سيتواصل إلى غاية يوم الجمعة المقبل "إننا نرفض هذا العرض"، مشيرا إلى أن "استفتاء عادلا و نزيها لتقرير المصير وحده كفيل بتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية".