يواصل التجمع الوطني الديمقراطي عقد لقاءات التحسيس في إطار التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة بعيدا عن الأضواء، حيث فضّل أمينه العام «أحمد أويحيى» الاستمرار في تجنيد إطاراته المحلية بالاعتماد على عقد جلسات مغلقة لشرح وتفصيل الإستراتيجية التي سيدخل بها «الأرندي» استحقاق شهر ماي القادم خصوصا أمام توقعه احتدام المنافسة بين الأحزاب. لم تمنع الالتزامات الكثيرة التي يرتبط بها الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي باعتباره يشغل حاليا منصب الوزير الأوّل، من تخصيص حيّز زمني للالتقاء بإطارات «الأرندي» على المستوى المحلي تحسّبا لخوض غمار الانتخابات التشريعية في شهر ماي القادم، وقد بدا «أحمد أويحيى» حريصا على أن يكون متواجدا في الميدان كل نهاية أسبوع من أجل إعطاء التعليمات اللازمة للقواعد لضمان التجنيد الكامل. وقد جاء الدور خلال اليومين الماضين على أربع ولايات مرّ عبرها «أويحيى» ويتعلق الأمر بكل من برج بوعريريج والبويرة، إلى جانب كل من جيجل وبجاية، وحتى وإن كانت هذه اللقاءات قد جرت بعيدا عن أعين الصحافيين فإن مصادر قيادية في التجمع الوطني الديمقراطي ذكرت أن خطابات وتوجيهات الأمين العام تركزت على بعض المحاور الرئيسة بما فيها حرصه على تمرير رسالة أن «لا حزب يخيفنا ما دام الخيار الأخير يعود للشعب». وبموجب ذلك أورد ذات المصدر أن «أحمد أويحيى» أوكل الإطارات والمناضلين مهمة الاتفاق على المرشحين المحتملين للتشريعيات مع الحرص على احترام معايير الكفاءة والنزاهة وحسن السمعة، مشدّدا على أنه سيحترم أي قرارا تتخذه القواعد شريطة أن يتمّ الاحتكام للصندوق، وهي الرسالة التي يبدو أنه كانت ضمن التعليمات التي أعطاها خلال جولته في اليومين الأخيرين. وبرّر زعيم «الأرندي» خيار الصندوق بعاملين أساسين يتعلق الأوّل بضمان مصداقية مرشحي حزبه من جهة، وثانيا لتفادي أية موجة غضب من طرف المناضلين قد تدفع بهم إلى اختيار قوائم حزبية أخرى للترشح. ومن بين الرسائل التي يكون الرجل الأوّل في «الأرندي» قدّ مرّرها خلال هذه اللقاءات التحسيسية المغلقة، أن رهان التشريعيات المقبلة يبقى بالأساس في إقناع الناخبين من أجل الذهاب بقوة للتعبير عن إرادتهم واختيار مرشحيهم بكل حرية وسيادة، رغم أنه ألحّ على ضرورة أن يخرج حزبه منتصرا وهو الذي يمتلك حاليا أكثر من 60 مقعدا في الغرفة الأولى بالبرلمان. ولفتت مصادرنا إلى أن «أويحيى» حرص على إبراز فكرة أن الأهم يبقى تصفية الأجواء داخل البلاد والخروج بها من المرحلة الحاسمة التي تمر بها في الوقت الحالي. واستكمالا لمثل هذا النوع من اللقاءات سيواصل الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي خرجاته الميدانية الأسبوعية بعد أن وضعت القيادة برنامجا مفصّلا يشمل جميع ولايات الوطن، وسيأتي الدور نهاية الأسبوع الحالي على أربع ولايات على الأقل في أقصى الشرق الجزائري. وكما هو معلوم فإنه أمام «الأرندي» مأمورية صعبة من أجل الحفاظ على عدد مقاعده في البرلمان خاصة وأن قيادته تدرك أن الصراع سيكون محتدما في التشريعيات المقبلة.