عقب الدّورة التّكوينية الأولى للصحفيين حول دور الإعلام في المحافظة على التراث وتثمينه التي احتضنتها تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، كان ل “الأيام” استطلاع بانورامي حول مدى نجاح واستشرافات الدورة مع عدد من الأساتذة والمختصين الذي قدموا مداخلات هامة والذين أجمعوا على أنها كانت “دورة تكوينية ناجحة بامتياز”: حكيم ميلود: مدير الثقافة لولاية تلمسان أكد مدير الثقافة لولاية تلمسان “حكيم ميلود” في ورشة بعنوان “مقاربة ميدانية لكل ما أنجز في إطار تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية”، أنّ انعكاس الحراك الثقافي الذي تعيشه عاصمة الزيانيين سيكون له كامل الأثر في ممارسات وسلوكات جديدة للمواطن التلمساني بصفة خاصة.. إن بناء الهوية لا يمكن من غير ذاكرة يقول المتحدث؛”وهذه الذاكرة لا تعزز بعيدا عن الشواهد التراثية والتاريخية”. البروفيسور زعيم خنشلاوي: أكاديمي باحث في الأديان والطرق الصوفية أما الخبير في علوم الأنثربولوجيا والتصوف البروفيسور “زعيم خنشلاوي” فقط أشار في محاضرته التي كانت بعنوان الزوايا والطرق الصوفية في الجزائر، إلى البعد الصوفي في تكوين الأمة الجزائرية، وتفسير التوجهات الصوفية بكونها استجابة لمتطلبات الذات بحثا عن الحقيقة، محللا الفكر الصوفي وأسباب امتداداته في أرض الجزائر عبر مختلف الأزمان والعصور وكذا مراتب مريدي التوجه الصوفي من الشيخ المرشد والمقاديم والأقطاب والإبدال وصولا للأوتاد وأهل ديوان الصالحين، داعيا إلى ضرورة عدم لصق النشاطات الهامشية بجوهر الصوفية باعتبارها ظاهرة شاملة . عبد الحميد زقار: المدير العام للديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية وترميم التراث الدكتور “زقار عبد الحميد” الإطار السامي بوزارة الثقافة والمدير العام للديوان الوطني لحماية الممتلكات الثقافية وترميم التراث، تطرق بتفصيل المتمحص إلى ما يعانيه إصلاح وترميم التراث المادي في الجزائر وفق مقاربة علمية لحفظ التراث، مؤكدا بالإحصائيات والوقائع المعاناة اليومية التي يشهدها المرمّمون خاصة بالنسبة للمحافظة على التراث المادي المأهول بالساكنين والذي تجد دائرته صعوبة كبيرة في المحافظة عليها كالقصبة مثلا، حين تتقاطع مع هذه المهام قوانين أخرى خاصة بالساكنين وأخرى خاصة بضرورة المحافظة على التّراث، “زقار” أعرب عن نجاعة احتفائيات تلمسان كونها عاصمة للثقافة الإسلامية بهذا التراث، وهو ما مكّن من جمع جهود عشرات المهندسين المعمارين من خلال ترميم 99 منشأة تاريخية عبر أنحاء الولاية.