تطرق مختصون في الحقل الثقافي خلال الندوة التي نظمت بقصر الثقافة "إمامة" بتلمسان في إطار فعاليات الورشات التكوينية لصحفي الأقسام الثقافية لمختلف وسائل الإعلام الوطنية، والمنظمة من طرف وزارة الثقافة بالتعاون مع شعبة الآثار لجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف في إطار "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، الإعلام الثقافي في ظل غياب استراتيجية تنعشه وتخرجه من السطحية التي يعاني منها. ونوّه كل من محمد سيدي موسى مستشار وزيرة الثقافة، وفتيحة عاقد إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الثقافي الذي أصبح يعاني التهميش في مختلف الوسائل الإعلامية. وأكد محمد سيدي موسى أثناء إعطائه إشارة انطلاق الورشة إلى أن المناسبة تأسيس لتقليد جديد يجمع الإعلاميين والأكاديميين وكذا إطارات الوزارة تحت سقف واحد بعيدا عن الوصاية المألوفة، من أجل الارتقاء بالعمل الصحفي الذي يساهم في دفع الحركية الثقافية وخلق جسور تواصل في أوساط الرأي العام المختلفة، باعتبار الإعلام فاعل حقيقي في تشكيل المفاهيم وخلق الفكرة المعرفية، وخدمة للثقافة والثقافة الوطنية. من جهتها، أشادت فتيحة عاقب، مديرة التعاون والتبادل بالوزارة بأهمية تكوين الإعلاميين في مختلف المجالات بما فيها التراث، الذي يعتبر أحد عناصر فهم التاريخ الجزائري العريق على حد قولها، حيث قالت بأن "الورشات تمثل فرصة لفهم دور الإعلام الثقافي الصحيح في المحافظة على التراث بكل أنوعه المادية وغير المادية". وتم في اليوم الأول التطرق لموضوع دور الإعلام في حماية التراث الثقافي المادي، واقعه وآفاقة من طرف الأستاذ بشعبة الآثار بجامعة الشلف محمد فوكة، بينما حاول مراد بتروني، مدير الحماية القانونية للتراث الثقافي بوزارة الثقافة، تسليط الضوء على أهمية التراث انطلاقا من كونه شيء ملموس إلى تصور آخر واعتباره أداة لنقل القيم والأفكار والأخلاق المشتركة بين أوساط الناس، بالإضافة الى كونه وسيلة لاسترجاع الذاكرة الجماعية والفردية للإنسان الجزائري. وأعاب في ذات السياق ما يحدث الآن في المتاحف التي أصبحت ترى بأن الممتلكات الثقافية مجرد أشياء يجب حمايتها من الاندثار فقط، مرجعا السبب إلى عدم فهم إنشائها الذي أصبح يقتصر على الحفظ من الزوال مع إهمال تام للجانب الحسي وشعور الأفراد، وأن التراث الثقافي حركي وليس جاف، داعيا الى اتباع جملة من الأولويات التي تدخل في إطار الحفاظ على كل ما هو تراثي ثقافي، كالحفاظ على التراث الهش، هندسة القصور، وتصنيف المدن القديمة ضمن التراث. وتجدر الإشارة الى أن هذه الورشة التكوينية تعد الأولى من نوعها في انتظار ورشات أخرى تعنى بالتكوين الثقافي للإعلاميين خلال الأيام القادمة، تضم مجموعة من المحاضرات المتنوعة التي يقدمها ثلة من الباحثين والأساتذة الجامعيين المتخصصين وعلى رأسهم مدير حماية وترميم التراث الثقافي، مراد بوتفليقة، الدكتور زعيم خنشلاوي، ولويزة قايز في مداخلتها "حفظ التراث"، وياسمينة تركي عن محاضرتها "هندسة الطين في الجزائر"، بالإضافة إلى إشكالية التراث المادي واللاّمادي، والخط العربي والمنمنمات في الجزائر.