دعا رئيس حركة مجتمع السلم «بوجرة سلطاني» إلى «إنهاء احتكار السلطة من طرف حليفيه السابقين»، مشيرا إلى أن مرور الجزائر إلى بر الأمان يقتضي «إنهاء التداول» على السلطة بين حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. وقال «سلطاني»، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن تحقيق المرور إلى «بر الأمان بهدوء» لابد أن يتم عبر «الانتهاء من التداول بين حزبي السلطة (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي)»، وأضاف في هذا الصدد أنه «لا ينبغي أن يكون في الانتخابات المقبلة حزبي السلطة هما رقم “واحد” و”إثنين” في الترتيب لتأتي بعدهما باقي الأحزاب»، ودعا في هذا الشأن إلى جعل الذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية «محطة» للانطلاق صوب «جزائر جديدة» وذلك من خلال «مراجعة» السياسيات والأفكار والوجوه والبرامج. وفي رده على سؤال حول مدى تأثير ما يعرف ب«ثورات الربيع العربي» في توجهات الحزب قال «سلطاني» أنه «لا أحد ينكر تأثر الشعوب ببعضها البعض»، مضيفا أن الشعب الجزائري الذي عاش فترة عصيبة خلال تسعينيات القرن الماضي «قد لا يتوجه إلى ثورة الدم إلا أنه سيذهب إلى ثورة الحبر والصندوق من أجل التغيير»، و في هذا الصدد اعتبر رئيس الحركة أن «الرهان الأكبر الذي يقع على عاتق القضاء والإدارة والأحزاب هو أن تجري الانتخابات في كنف السكينة والطمأنينة والنزاهة وفق معايير دولية». وبشأن الأسباب التي أدت بالحركة إلى الانسحاب من التحالف الرئاسي الذي كان يضم (جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم) أشار «سلطاني» إلى عدد من الدواعي منها «رفض الحليفين السابقين مطلب ترقية التحالف إلى “شراكة سياسية” وضعف التنسيق بينهم حتى في القضايا الكبرى بما فيها الإصلاحات»، وفي هذا الشأن اعتبر رئيس الحركة أن تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية «لا يحتاج إلى تحالف لأن من عليه القيام بذلك هو الحكومة والمجالس المحلية»، موضحا أن الرئيس «بوتفليقة» كان قد «حمّل جزءا من فشل تنفيذ برنامج النمو إلى المجالس المحلية» التي، كما قال، «لم يحدث على مستواها تحالف سواء في البلديات أو في المجالس الشعبية الولائية». ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى الانسحاب من التحالف أشار «سلطاني» إلى ما وصفه ب«تحزيب الإصلاحات السياسية»، مشيرا إلى «حدوث تنسيق» بين الحليفين الآخرين السابقين وإبقاء حركته «بعيدة» عن ذلك، مذكرا بأن حزبه ظل ينادي بترقية التحالف إلى «شراكة كاملة» في كل صغيرة وكبيرة مع «تحمل أعباء السلبيات والإيجابيات»، وفي سياق متصل أكد رئيس حركة مجتمع السلم أن الانسحاب من التحالف كان مرده «رغبة حركة مجتمع السلم في فتح الساحة السياسية»، موضحا أن بعض الأصوات في المعارضة «ظلت تنادي بأن التحالف هو المتسبب في غلق هذه الساحة»، كما أن هذا الانسحاب، يضيف المتحدث، من شأنه أن يعطي «مصداقية أكثر» للانتخابات المقبلة لأن دخول هذا الموعد متحالفين «يطعن نوعا ما» في مصداقية الانتخابات بجعل البعض يقر ب«تزويرها». وعن إمكانية تأثر الوعاء الانتخابي لحركة مجتمع السلم مع «قرب منح الاعتماد لجبهة التغيير الوطني (المنشقة عن الحركة)» أشار المتحدث بقوله «نحن لا نتحدث عن الوعاء الانتخابي للحركة وإنما عن الوعاء الانتخابي للتيار الإسلامي»، مضيفا أن «نجاح هذا الأخير من نجاحنا وسنبارك له إذا فاز»، وبشأن ما نقلته وسائل الإعلام مؤخرا حول عزم التيار الإسلامي في الجزائر دخول الانتخابات المقبلة ب«شكل موحد» رد «سلطاني» أن حركته «تبارك هذه الخطوة»، مضيفا أن الحزب في «حوار وتشاور» مع أطراف هذه المبادرة.