دفعت التقلبات الجوية التي عرفتها العديد من ولايات الوطن رؤساء الأحزاب إلى إلغاء النشاطات التي كانت مبرمجة مع نهاية الأسبوع، ويتعلق الأمر بكل من الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والأمينة العامة لحزب العمال، إلى جانب السكرتير الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية، وكذا حزب جبهة العدالة والتنمية الذي قرّر بدوره تأجيل موعد مؤتمره التأسيسي. اضطر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، «عبد العزيز بلخادم»، في آخر لحظة إلى إلغاء النشاط الذي كان مبرمجا أن يعقده مع مناضلي الأفلان صبيحة السبت بولاية بجاية، ومردّ ذلك الكميات المعتبرة من الأمطار والثلوج التي عرفتها العديد من مناطق الولاية بما فيها البلديات الرابطة بين بجاية والبويرة وحتى مع تيزي وزو التي شهدت تساقطا غير مسبوق للثلوج، وعليه فقد فضّلت قيادة الحزب، بعد استشارة أمينة المحافظة، إلغاء التجمّع إلى وقت لاحق من هذا الأسبوع. ولم يكن الأمين العام للأفلان «الضحية الوحيدة» للتقلبات الجوّية على اعتبار أن الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، «أحمد أويحيى»، أُجبر هو الآخر على إلغاء تنقله الذي كان مقرّرا السبت إلى ولاية تيزي وزو من أجل عقد اجتماع مغلق مع قياديي الحزب في هذه الولاية، وذلك للأسباب ذاتها لأن الظروف المناخية لم تكن لتسمح له خاصة وأن تيزي وزو البعيدة بأكثر من 100 كلم عرفت تساقطا كثيفا للثلوج مع تدني درجات الحرارة إلى مستويات قياسية. وبعكس «عبد العزيز بلخادم» فإن زعيم «الأرندي» عوّض إلغاء تنقله إلى تيزي وزو بعقد لقاء مماثل مع قيادات ومناضلي حزبه على مستوى العاصمة، وقد فضّل «أحمد أويحيى» مرة أخرى توجيه تعليماته إلى المناضلين تحضيرا للتشريعيات المقبلة بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، وهو الأمر الذي دأب عليه منذ أولى لقاءاته التي شرع فيها أواخر العام المنقضي. أما الأمينة العامة لحزب العمال، «لويزة حنون»، فقد اختارت البقاء في العاصمة بعدما كان مبرمجا أن تتنقل أمس الأول إلى عاصمة الونشريس، ولاية الشلف، من أجل تنشيط تجمّع شعبي وعقد لقاء مع المناضلين، وهو ما لم يكن بالأمر الممكن لأن الولاياتالغربية كانت الأكثر عرضة لموجة التقلبات الجوية وانخفاض درجات الحرارة. كما واجه الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، «علي العسكري»، نفس العائق عندما اضطرّ إلى إلغاء تجمعه الشعبي كان سينشطه في مدينة قسنطينة. ومن جانبه أعلن رئيس حركة العدالة والتنمية قيد التأسيس، «عبد الله جاب الله»، عن تأجيل موعد عقد المؤتمر التأسيسي إلى الجمعة المقبل بعد أن حال سوء الأحوال الجوّية في التحاق المناضلين إلى العاصمة للمشاركة في هذا الموعد الذي كان مقرّرا يوم أمس، وأفاد «جاب الله» بأن قيادة حزبه الجديد تلقت الكثير من الاتصالات من طرف المناضلين الذين طالبوا التأجيل، معلنا أن المؤتمر سينعقد في المكان نفسه وهو القاعة البيضاوية التابعة للمركب الأولمبي «محمد بوضياف». ومع ذلك فقد نجحت بعض التشكيلات السياسية في تنظيم لقاءاتها رغم تدهور الأحوال الجوّية منذ الخميس الماضي، حيث تمكّن رئيس حركة النهضة «فاتح ربيعي» من عقد تجمع شعبي بولاية أم البواقي صبيحة السبت دعا فيه المواطنين إلى ضرورة المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة، كما هو الحال بالنسبة إلى الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، «حملاوي عكوشي»، الذي تنقّل إلى ولاية قالمة، وكانت المناسبة ليؤكد فيها بأن «مقاطعة التشريعيات القبلة ستكون خيارا خاطئا»، مثلما نشّط الأمين العام لحزب التجديد الجزائري لقاء شعبيا بالعاصمة.