كشف وزير الموارد المائية، عبد المالك سلال، أمس، عن انتهاء المكتب الكوري من الدراسة المتعلقة بتهيئة وادي الحراش، وجعله فضاء للتسلية مطلا على خليج العاصمة، حيث تم تسليم إنجازه مناصفة بين الشركة “دايهون” و”كوسيدار” وذلك بعد أن خصص له غلاف مالي قدر ب38مليار دينار، ليصبح مثلما كان عليه منذ 50 سنة. أوضح سلال أن الشركة الكورية ستتكفل بمهمة المرافقة التقنية وتسيير للمشروع من خلال ضمان التكوين لمدة سنتين كاملتين تفاديا للمشاكل التي يمكن أن تتسبب في عرقلة سير ، كاشفا في هذا الإطار عن إنشاء المدرسة العليا للإدارة بوهران من اجل إدارة وتسيير المياه باعتبار أن الهدف الأول من الاعتماد على الاستثمار الأجنبي يكمن في التسيير الجيد والتحكم التكنولوجي. من جهة أخرى كشف الوزير على هامش افتتاحه للطبعة الثامنة »للصالون الدولي لتجهيزات وتكنولوجيات الماء« عن مشاريع أخرى مؤكدا أن تهيئة وادي الحراش لن يكون المشروع الوحيد على مستوى المنطقة، بل سيرافقه في عملية التجهيز إنشاء مشاريع أخرى فعلى غرار مشروع حديقة تجارب ثانية يتم الشروع في بناء 4 ملاعب بعشب طبيعي اضافة الى خلق فضاءات للتسلية ودار للبيئة والنباتات الأسيوية وهو ما سيخلص المنطقة من الروائح التي تنبعث بفعل الأوساخ والنفايات الصناعية، وذلك من خلال تطهيرها إذ ينتظر من هذا المشروع أن يغير من طبيعة المنطقة التي تتربع على موقع استراتيجي، إلا أن الكميات الكبيرة من المياه المستعملة التي تصب بالمنطقة، حولته إلى نقطة سوداء أرقت المصالح الولائية لسنوات عديدة، حيث كانت عملية تهيئته قد انطلقت من طرف مؤسسة ”سيال” التي قامت بتنقية ضفافه من كل أشكال النفايات الصلبة باستعمال وسائل حديثة، وهي ذات الأشغال التي أعطت للسكان القاطنين على ضفاف الوادي متنفسا جديدا، بعد التخلص من كميات كبيرة من الأتربة المترسبة في قاع الوادي المملوء بالمياه المستعملة. أما بالنسبة لمعالجة وتطهير المياه التي شرع فيها على مستوى 4 مدن كبرى قال الوزير أن هذه المشاريع حققت نتائج محسوسة بكل من العاصمة ووهران أين تم القضاء على مشكل المياه و في قسنطينة بدا المشروع يعطي ثماره في حين سجل تأخر بعنابة و لم ينجح الامر مع الشريك الألماني مشيرا الى انه حاليا يدار من الديوان الوطني للتطهير و الجزائرية للمياه. وحسب سلال فان هذه المشاريع بالإضافة الى العدد الكبير من السدود المنجزة التي تدخل في إطار المخطط القطاع وإستراتيجية الدولة في ضمان اكتفائها الذاتي من المياه فان الأمطار الأخيرة سمحت برفع قدراتنا الوطنية من المياه بنسبة 80%، كاشفا عن تسجيل 950 مليار دج للاستثمار. وبخصوص الصالون اعتبر سلال التظاهرة فرصة هامة للمهنيين الناشطين في مجال المياه بالنظر للمشاركة المعتبرة التي عرفت مشاركة كبيرة للمؤسسات المحلية بنسبة 76% و 25 %مؤسسات أجنبية من مجموع 264 عارض ، مشيرا الى تشجيع الإنتاج المحلي بإعطاء تعليمات على استخدام المنتوج المحلي في المشاريع الوطنية ، سيما في مجال قنوات الري على أن يكون الإنتاج يستجيب للمعاير المعمول بها و هذا للقضاء نهائيا على الاستيراد ما من شانه السماح باكتساب التكنولوجيات في مجال الري ، و هذا في يدخل في إطار إستراتيجية العمل الجماعي والنوعي للقطاع.