زمن اللاّزمن- مقاطع-

بقلم: الحبيب الشّطّي/ تونس
أغمض عينيك
ودع الوقت يمرّ
ويمضي
ويلعب لعبته العابثة
بحري مسافر
ولم يقل لي إلى أين ...
يبحر...؟
وما أخذني معه
تركني في مكاني
هنا قابعا
مهزوم الخاطر مذ ذاك الأمد
وسمائي شاحبة
متراكبة غيومها
طبقات
كما الرّتق
وفضائي مثقوب
... م ... ث ... ق ... و ... ب ...
بالسّواد اللاّ– نهائيّ
يئنّ من جليد هذا الزّمن
منذ اِستقرّ في رحم
الخلق
وسدم تشكّل الوجود
أنينا محموما
موجعا
وهذه الأيّام تشهق ...
وتزفر
على وتائر متداعية
تصمّ بنشازها المعربد
***
أغمض عينيك
ودع الدّنيا في حالها
واَسأل أهليها
– متى يحين موعد
الاِستفاقة
من رهاب الكوابيس
وذهان الأضغاث ...؟؟
في الهزيع ...
أو في الهجير ...
– ومتى ترجّ الذّاكرة
الخلاسية الوسنى ...؟؟
فذر تصعق
ببعض البروق
في اللآّوعي الآسن
وتشاكس تطاول العمر
ال م ... ه .. ز ... و ... ز ...
منذ
المخاض الاِستشرافي
واَقذف شباكك
في البحيرة العذراء
ربّما تفترّ شواطؤها
عن حبّات مرجان الإغراء
بلذائذ النّشوة
الاِستباقية
من شتلات وهج الدّيمومة
المنهمر من مزن
الأبدية
***
أغمض عينيك
ودع الوقت ينساب
من حنجرة الزّمن – الغيب
صدى صادحا
يبرق بهواتف ملاحم
الأسطورة
المتمرّدة على سبات
النّوازع
والإرادة الفيّاضة
اللاّمميّعة – اللاّمعوّمة
دع
ه ... ب ... ا ... ء ... ا ... ت
الدّهر
تمرق من خلال
ف ... ر ... ا ... غ ... ا ... ت
الوقت اللاّنهائيّة
ا ... ل ... اِ ... ن ... ز ... ي ... ا ... ح ...
عبر نفحات النّدى
المتعطّر
بأريج الذّكرى
والتّأمّل العابر
وعبر لفحات الخلّب المتبلّر