عاشت مدية نوفي بازار الصربية الواقعة على بعد 300 كلم جنوب غرب العاصمة بلغراد نهاية الأسبوع المنصرم على أنغام الفن الجزائري من تنشيط البالي الوطني وفرقة كاميليون و فرقة الجنادية. هذه الفرق الثلاثة مثلت بتميز التراث الموسيقي الجزائري لأول مرة في صربيا في إطار الأيام الثقافية الجزائرية الأولى. الفرق الثلاث المتواجدة في صربيا أبهرت جمهور هذه المدينة الجملية بشوارعها و بناياتها. و تميز افتتاح السهرة بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي و وزير في الحكومة الصربية سويمان أغليانين و سفير الجزائر في بلغراد عبد الحق مصدوع و مفتي مسجد بلغراد محمد يوسف بايي و كذا مسؤولين آخرين يمثلون مختلف مؤسسات الدولة في صربيا. مدينة نوفي بازار أي السوق الجديدة كان من الأجدر أن تسمى خلال هذه السهرة "نوفي كولتورا" أو الثقافة الجديدة بالنظر إلى الإقبال الكبير الذي شهده مركزها الثقافي من قبل الجمهور الذي ردد و صفق خاصة خلال حفل فرقة كامليون التي اعتادت "ترك أثرها حيثما مرت". و قالت صونيا إحدى الحاضرات و هي مسلمة من أصول بوسنية "بالطبع لا أفهم معنى الأغاني لكني أحس بها". أما محمد و هو جزائري يعيش منذ 30 سنة بهذا البلد الذي كان تابعا ليوغسلافيا سابقا فيرى أن "رسالة الصداقة و المحبة و الأخوة التي جاءت من الجزائر إلى صربيا عبر هذه الأيام الثقافية الجزائرية لا تحتاج إلى تفسير لأنها كتاب مفتوح يمكن لأي واحد قراءته". من جهتهما كانت فرقة الجنادية و البالي الوطني في الموعد حيث أبهرتا الجمهور الحاضر الذي أعجب بأداء الفنانين الجزائريين. و أكدت تومي خلال افتتاح الحفل أنه "على البلدين العمل معا من أجل رفع التحديات كما سبق لهما و أن فعلا ذلك خلال الثورة التحريرية الجزائرية ". و تتواصل فعاليات الأيام الثقافية الجزائرية في صربيا إلى غاية يوم الأحد عبر عروض أخرى ببلغراد و فرساك. وشهدت الأيام الثقافية الجزائرية بالعاصمة الصربية بلغراد إقبالا متزايدا للجمهور الصربي الذي تجاوب مع التظاهرات المنظمة في هذا الإطار حسب ما لوحظ. و جذب معرض الكتب والصور التي تحكي عن الجزائر من خلال الكلمة و الصورة و المنظم داخل المكتبة الوطنية بصربيا و هي إحدى المؤسسات الثقافية و العلمية الهامة بهذا البلد عددا كبيرا من الطلبة الصرب و أيضا من بلدان أخرى مثل رومانيا و كرواتيا و جمهورية التشيك. وقالت جيلينا وهي طالبة كرواتية التقت بها وأج بشأن هذا المعرض الذي يعكس ثراء الموروث الثقافي والتاريخي للجزائر" إنه يقدم لنا رحلة افتراضية و جد تعليمية نحو أرض الأمير عبد القادر". و أيقظ هذا المعرض الذي يضم أكثر من 350 كتابا لشعراء و روائيين و باحثين ومؤرخين جزائريين جرعة زائدة حنينا لدى الجالية المسلمة والأفريقية المقيمة بهذا البلد إحدى جمهوريات يوغسلافيا سابقا. و من جانبه قال رجل أربعيني من أصل مصري مقيم بمدينة نوفي ساد شمال بلغراد بأن "مبادرة الجزائر لتنظيم مثل هذه التظاهرة الكبيرة بهذا البلد يشعرنا بأننا في بلدنا و لسنا في الغربة". و يتم عرض كتب في الموسيقى و روايات و مقالات و بحوث في الأعراق البشرية و أخرى علمية و كتب في الفن والتاريخ وأخرى للأطفال بالبهو الرئيسي للمكتبة الوطنية بصربيا التي أثارت وزيرة الثقافة خليدة تومي مع نظيرها الصربي براتيسلاف بيتكوفيتش مشروع تعاون وتبادل معها(المكتبة). و من جانبه اعتبر السيد ديان ريستيتش المدير العام للمكتبة بأن تنظيم هذا المعرض الخاص بالكتب و الصور القادمة من الجزائر"لا يشكل في الحقيقة سوى تأكيدا على صداقة طويلة الأمد بين الجزائر وصربيا تبلورت أكثر عندما ناضل بلدكم ببسالة من أجل نيل استقلاله". وأكدت تومي بأن الكتب و الوثائق المعروضة المنجزة والمطبوعة في الجزائر "سيتم إهداؤها للمكتبة الوطنية بصربيا بهدف واضح و هو تعميق و تمتين و توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين".