يجتمع أعضاء المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني اليوم مع نواب الحزب بالمجلس الشعبي الوطني وفي جدول أعمال اللقاء التحضير للدورة الخريفية للبرلمان المقرر أن تفتتح بداية الشهر الداخل "في أحسن الظروف"، لكن غير المعلن في هذا الاجتماع هو مناقشة التعيينات التي أقرّها منسق المكتب السياسي للحزب عبد الرحمان بلعياط في هياكل الغرفة السفلى، مع احتمال إجراء تعديل طفيف في بعض الأسماء، حيث لا تزال القائمة تثير الجدل والانقسام داخل قيادة هذه التشكيلة التي لا تعرف الاستقرار منذ بداية العام الحالي مع بقاء الحزب دون أمين عام بعد سحب البساط من عبد العزيز بلخادم. كما ينتظر أن يكون لقاء اليوم حاسما بالنظر إلى كونه سيفصل في موازين القوى بين بلعياط من جهة وعدد من أعضاء المكتب السياسي (وزراء الحزب) ونواب الحزب بالمجلس الشعبي الوطني من جانب آخر، ولذلك بدأت حرب الكواليس منذ آخر اجتماع للمكتب السياسي قبل أسبوعين، ففي وقت شدّد فيه عبد الرحمان بلعياط على أن قائمة تعييناته غير قابلة للتغيير بعد أن حصل على موافقة أعضاء المكتب السياسي، ينفي الناطق الرسمي للحزب قاسة عيسي هذا الأمر بشكل قطعي ويؤكد أن الحسم في هذه المسألة الخلافية ستكون بيد النواب أنفسهم "فإن رأوا ضرورة التخلي عن القائمة سيتم عرضها على التصويت وفي حال تمّ رفضها يتقرّر تنصيب لجنة جديدة للترشيحات وتنظيم انتخابات بدلا من التعيين". واستفيد من محيط الحزب العتيد أن جماعة الطاهر خاوة الذي قرّر بلعياط إبعاده من رئاسة كتلة الأفلان، تحضّر من أجل إجهاض الاجتماع، حيث دعا خاوة إلى مقاطعته، وليس مستبعدا مع ذلك أن يعرف المقر المركزي للحزب تعزيزات أمنية وسط مخاوف من وقوع احتكاك بين معارضي منسق المكتب السياسي وداعميه المحسوبين على الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وعلى ما سيخرج به المجتمعون اليوم سيتم التأكد من اتجاهات أزمة جبهة التحرير الوطني الذي يبدو أنه أبعد عن الاستقرار ما دام الغموض سيد الموقف بخصوص الرئاسيات.