يستمر الوضع الراهن لحزب جبهة التحرير الوطني على حاله، بالرغم من تأكيدات وتطمينات منسق المكتب السياسي، عبد الرحمن بلعياط، والذي تحدث مؤخرا عن الخروج المبكر من الأزمة، في المقابل قرر الحزب تأجيل تاريخ اجتماع الجنة المركزية إلى أجل غير مسمى بعدما كان مقررا أن تعقد في 11 ماي المقبل. وفي هذا الإطار، أكد عضو في المكتب السياسي بالأفلان أن سبب تأخر اجتماع اللجنة المركزية راجع إلى "مرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة". وكشف مصدر رسمي مقرب من الأفلان، أن المفاوضات والنقاشات ما زالت مستمرة داخل الحزب وراء الكواليس، وعقد عبد القادر حجار سفير الجزائر بتونس المتواجد على أرض الوطن منذ أيام قليلة، اجتماعا مع بلعياط بمقر الحزب في حيدرة، وحضر الاجتماع ثلاث وزراء هم: رشيد حراوبية، عمار تو وعبد العزيز زياري. وأضافت المصادر نفسها أن هؤلاء وخلال اجتماعهم طالبوا من بلعياط "تأجيل وليس توقيف موعد اجتماع اللجنة المركزية حتى عودة الرئيس إلى الجزائر"، وأشار المصدر ذاته أن سفير الجزائر بتونس عبد القادر حجار قال في حديث وجهه إلى بلعياط أن الكلام عن اجتماع اللجنة المركزية غير صحيح بما أن الرئيس بوتفليقة مريض حيث يعتبر أيضا رئيس الشرفي للحزب. وأوضح المصدر أيضا أن بلعياط نفى أنه قام باستدعاء اللجنة المركزية لعقد اجتماع في 11 ماي المقبل، متهما في سياق حديثه محاولة بعض المعارضين في الحزب فرض تاريخ محدد للانعقاد ومرشح، مشيرا بلعياط أن الحزب يعمل بشكل طبيعي ولم يكن في عجلة من أمره لاستدعاء اللجنة المركزية. من جهته قال الناطق الرسمي لجبهة التحرير الوطني قاسة عيسى أن تاريخ الاجتماع ليس له أي أساس من الصحة وسيكون محددا من المكتب الذي سينظر في دورة اللجنة المركزية. وقرر الوزراء الثلاث حراوبية، عمار تو وعبد العزيز زياري، وبدعم من عبد القادر حجار معارضة قرار ترشيح عمار سعداني الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني لخلافة بلخادم. وأكد عضو في الأفلان أن فرص سعداني للحصول على ولاية على رأس جبهة التحرير الوطني "ضئيلة جدا" خاصة عدم وجود توافق في الآراء بين مناضلي الحزب. في المقابل هدد حجار في حديثه مع بعض إطارات الحزب بالانضمام إلى الجبهة التي تريد أن تضع جبهة التحرير الوطني في المتحف في حال ما إذا تم التحقيق من صحة ترشح عمار سعداني لقيادة الأفلان، علما أن سعيداني يعتبر من بين المرشحين المدعومين من قبل رئيس الجمهورية.