اعتبر عدد من كوادر اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني أن الإستدعاءات التي شرع فيها لأعضاء اللجنة بمثابة الهجوم المضاد الذي تقوده جهة لعودة الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم، وتأتي هذه الخرجة لإجهاض الترتيبات التي تم وضعها من المكتب السياسي للحزب بقيادة عبد الرحمان بلعياط والتي تهدف لتعبيد الطريق مجددا لعودة بلخادم المغضوب عليه والذي سحبت منه الثقة في نهاية جانفي الفارط، وأكدت ذات المصادر أمس على هامش احتفالية عيد العمال بعاصمة الغرب الجزائري أن أجنحة الحزب المتصارعة لفرض منطقها باتت تلعب مخططها الخاص بها كل على حدى، وأوضحت في هذا السياق أن أتباع بلخادم يحاولون ربح الوقت وامتصاص غضب المعارضة لفرض مساومتها بضمان عودة بلخادم على رأس الحزب مقابل تنازلات يتم التفاوض عليها مع التقويمية، بينما تبادر الجهة الأخرى التي يقودها رئيس البرلمان الأسبق عمار سعيداني بتسريع ترتيب استدعاء اللجنة المركزية في دورة طارئة يتم فيها فرض ترشيح هذا الأخير بوصفه يملك الأغلبية في اللجنة المركزية، بينما يتحفظ الجناح الآخر والذي يقوده عبادة وقوجيل مادام أن الأمر يبقى معلقا لحد الساعة خاصة وأن الوعكة الصحية المفاجئة التي ألمت بالرئيس تكون قد ساهمت في هذا الطرح باعتباره الرئيس الشرفي للحزب والظرف غير مناسب تماما لاستدعاء دورة اللجنة المركزية واختيار قيادة للحزب دون تزكية من السلطة. وقد باشر أعضاء في اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، عملية جمع التوقيعات من أجل الدعوة إلى انعقاد دورة طارئة للجنة المركزية للفصل في مصير الحزب منتصف الشهر الجاري، وانتخاب أمينه العام عن طريق الانتخاب الذي سيتم عبر الصندوق بدلا من اختيار مرشح يحظى بإجماع غالبية الأعضاء، كما كان مقررا في الأرضية التي وضعتها الكتلة المعارضة للأمين السابق. وتعتبر هذه الخرجة تحديا صريحا لعبد الرحمن بلعياط، منسق المكتب السياسي الذي سبق له وأن أكد أنه يلتزم باستدعاء اللجنة المركزية عند التأكد من سلامة الوضع لانتخاب أمين عام جديد وأكد بأنه لن يتم استدعاء اللجنة المركزية إلا إذا توفرت شروط نجاح انعقاد الدورة لانتخاب أمين عام للحزب وتعهد عبد الرحمان بلعياط بمنح الوقت الكافي لكي يكون الأمين العام الجديد الذي ينتخب يحظى بأغلبية مريحة وليس ربع أو خمس أعضاء اللجنة المركزية. ل.كريم