خلص، الاجتماع الذي عقده، أمس، أعضاء من اللجنة المركزية، لحزب جبهة التحرير الوطني، والذي ترأسه بومهدي، مع حوالي 20 عضوا آخر، إلى دعوة عضو المكتب السياسي للأفلان عبد الرحمن بلعياط، إلى عقد اجتماع عاجل معهم ليقرروا تاريخ عقد الدورة التي سيتم خلالها انتخاب أمين عام للحزب العتيد خلفا للأمين العام المقال عبد العزيز بلخادم. أسرت مصادر من داخل البيت العتيد ل”الفجر”، أنه إذا ما رفض بلعياط هذا التوجه، الذي وافق عليه غالبية قياديي حزب جبهة التحرير الوطني، فإن أعضاء اللجنة المركزية، مصرون على المضي قدما لانتخاب الأمين العام القادم من خلال الإمضاء على لائحة تدعو الجميع إلى عقد دورة استثنائية في القريب العاجل، وفق ما ينص عليه القانون الأساسي للحزب. وشهد لقاء، أمس، الذي جرى بين عدد من أعضاء اللجنة المركزية، غياب عبد الرحمان بلعياط الذي فضل التواري عن الأنظار خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي قدمها لبعض وسائل الإعلام الوطنية، والتي اعتبرها هؤلاء بالتصريحات غير المسؤولة، حيث لم يحضر بلعياط إلى مقر الحزب، أمس، شأنه في ذلك شأن العضو محمد بوخالفة، الذي قالت مصادر”الفجر”، إن أعضاء اللجنة المركزية طلبوا منه الحضور إلى اجتماع، أمس، لكنه رفض الحضور مفضلا البقاء بعيدا عن هذه الصراعات، خاصة وأنه يعتبر نفسه أحد المرشحين الأكثر حظا في نيل رئاسة الحزب، فيما أشارت المصادر إلى أنهم لم يقوموا بتقديم الدعوة للمرشح الأبرز لخلافة بلخادم على رأس الجهاز عمار سعداني، لأسباب مجهولة، هذا وقد شهد اللقاء حضور أبرز أعضاء اللجنة المركزية والمكتب الذي أوكلت له مهمة تسيير الحزب من خلال الاجتماع الأخير للجنة التي تم فيها الإطاحة بعبد العزيز بلخادم، بعدما تم الاحتكام إلى الصندوق، ويأتي هذا الحراك من قبل هؤلاء على خلفية تصريحات عضو المكتب السياسي عبد الرحمن بلعياط، وكذا تواصل الفجوة بين أعضاء اللجنة المركزية التي تدعم كل جهة مرشحها الخاص في الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن رجل الإجماع الذي يبقى غائبا لحدّ كتابة هذه الأسطر، على الرغم من الدعم الكبير الذي يلقاه رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعداني، من قبل المناضلين والقياديين على حدّ سواء. من جهة أخرى، ذكرت مصادر باللجنة المركزية للحزب العتيد، أن الأمور زادت تعقيدا بعد تصريحات منسق الحزب عبد الرحمن بلعياط، وأن الأمور لن تنفرج في القريب العاجل، كما يتصور البعض، لأن الأمين العام القادم لن يعرف قبل شهر ماي المقبل، مشيرا إلى أن الحزب يفضل التريث، واختيار الرجل المناسب بدل الاندفاع وراء أي كان تحت ضغط شعور المنصب. وأضافت المصادر حول ما يدور من دعم الرئاسة للرئيس الأسبق للمجلس الشعبي الوطني، عمار سعداني، وأن أمر خليفة بلخادم محسوم فيه، استنادا إلى رغبة وزير الصحة عبد العزيز زياري وآخرين دخول سباق الأمانة العامة للحزب، ”لو كان الرئيس يدعم سعداني لما فكر زياري في الترشح”. وتعد هذه المرة الأولى منذ بداية ظهور الصراع داخل بيت الأفلان، التي يتفق فيها أعضاء اللجنة المركزية على قرار موحد ضدّ قيادي من قياديي الحزب وهو عبد الرحمن بلعياط، وهذا لكونه غير مخول أساسا حسب هؤلاء إلى التصريح بعقد دورة طارئة للحزب بل الرئيس الشرفي للحزب وهو عبد العزيز بوتفليقة، أو رئيس الأمين العام والذي هو غير موجود أصلا، أما رئيس الحزب فهو لم يطلب هذا الشيء لحدّ كتابة هذه الأسطر. فاطمة الزهراء حمادي/ حياة سرتاح