تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة غليزان التي تحتضن احتفالات خاصة في ذكرى استفتاء الوئام المدني، ويريد منظمو هذه التظاهرة أن تكون محفلا سياسيا بامتياز من أجل إعلان ميلاد تحالف جديد بين مختلف القوى الحزبية الداعمة لسياسة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، خصوصا بعد تأكيد حضور ممثلين عن أحزاب "الأفلان" و"الأرندي" و"تاج" وكذا الحركة الشعبية الجزائرية. وقع اختيار التنسيقية الوطنية لدعم برنامج رئيس الجمهورية على تاريخ 21 سبتمبر ليكون مناسبة رمزية بالنظر إلى أهمية هذا الحدث في إعادة استتباب الأمن في البلاد كخطوة أولى نحو تحقيق المصالحة الوطنية، حيث تقرّر جمع الآلاف في لقاء حاشد يكون منبرا لتقييم المكاسب التي حققتها الجزائر منذ تولي الرئيس بوتفليقة تسيير شؤون البلاد. وتسرّبت معلومات من أن التنسيقية تحصلت على موافقة قيادات أربعة أحزاب سياسية محسوبة على "الموالاة" للحضور في هذا التجمع، ويتعلق الأمر بكل من الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، ورئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، بالإضافة إلى رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، عمارة بن يونس، فضلا عن الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، في إشارة قوية إلى أهمية حدث من هذا النوع. ومن غير المستبعد بحسب ما علم لدى منظمي هذه التظاهرة السياسية الإعلان عن بيان يتم فيه دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة، مع تأكيد الدعم المطلق لاستمراره في قيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة. وقد تمّ توجيه الدعوة إلى مشاركين من كل ولايات الوطن لتكون غليزان نقطة التقاء لداعمي سياسية رئيس الجمهورية، علما أن سكان المنطقة عاشوا سنوات صعبة في فترة الإرهاب. وكان استفتاء الوئام المدني أول ورقة دعم قوية حصل عليها الرئيس بوتفليقة من طرف الشعب منذ انتخابه في 1999، وذلك من أجل تكريس المصالحة بين الجزائريين في اتجاه استعادة الأمن الذي غاب عن البلاد لفترة قاربت العشرية. وقد مهّدت له الطريق بعد حوالي ثلاثة أعوام لاستشارته مجدّدا حول ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. ومن شأن تجمع غليزان أن يكون محطة محورية في حسم توازنات المرحلة المقبلة من حيث التحالفات السياسية التي تسبق رئاسيات أفريل 2014 التي لا تزال معالمها لم تتضح بعد لأن الجميع منشغل بموقف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من هذا الاستحقاق حول ما إذا كان سيوافق على دعوات الترشح لعهدة رابعة أو ما إذا كان سيزكي شخصية بذاتها لتحمل عنوان الاستمرار في السياسة التي رسمها قبل 15 عاما.