بدأت معالم تحالف رئاسي جديد تتبلور شيئا فشيئا، خاصة مع تأكد استجابة كل من أحزاب جبهة التحرير الوطني، تجمع أمل الجزائر، التجمع الوطني الديمقراطي، والجبهة الشعبية الجزائرية، لدعوة التنسيقية الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية لحضور ذكرى المصالح الوطنية بمدينة غليزان. من المرتقب أن يلتقي اليوم كل من رؤساء أحزاب الأفلان والأرندي وتاج وحزب عمارة بن يونس، في لقاء مشترك اليوم بمدينة غليزان، بعد الدعوة التي وجهتها لهم التنسيقية الوطنية لمساندة برنامج رئيس الجمهورية، لحضور حفل ذكرى المصالحة الوطنية، ويرى مراقبون أن هذا العمل المشترك أكبر دليل على ميلاد تحالف رئاسي جديد "رباعي" هذه المرة، بعدما كان التحالف الأخير مكون من ثلاثة أحزاب، غير أن هذا الأخير يمكن اعتباره يضمن مجموعة من التيارات من بينها الوطنيين وهم الأفلان، بالإضافة للديمقراطيين "الأرندي" و"الجبهة الشعبية" ومن يمكن وصفهم بالوسطيين ويتعلق الأمر بحزب "تاج"، ويهدف التحالف الرئاسي الجديد، حسب بعض المراقبين، إلى توفير ظروف انطلاقة مثالية لعمل الحكومة الجديدة التي عينها الرئيس بوتفليقة قبل أسبوع، التي تبدأ عملها في وضع سياسي تصفه المعارضة ب"المثير" قبل ستة أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية، وفي وضع اجتماعي "متوتر" نتيجة موجة إضرابات واحتجاجات اجتماعية مختلفة، كما أن القاسم المشترك بين هذه الأحزاب الأربعة هو الدعم الكامل والمطلق لبرنامج الرئيس بوتفليقة، سواء من خلال الحكومة أو مختلف الهيئات المنتخبة، بالإضافة إلى أن أكبر أولويات هذه الأحزاب في الوقت الحالي الحفاظ على مكتسبات البلاد، خاصة ما تعلق بالأمن والاستقرار، ومواجهة التحديات التي تعيشها البلاد على الحدود كما تقول في خطابها. وفي ذات السياق، سبق لسعداني أن وجه دعوة للعمل على ضرورة فتح آفاق لتكاتف المجهودات بين التشكيلات السياسية والتنسيق بين الأحزاب على مستوى البرلمان بغرفتيه، وهو المسعى الذي سينخرط فيه الأرندي والجبهة الشعبية الجزائرية بقيادة عمار بن يونس، مع العلم أن بن صالح كما دعا في بيانه أول أمس على ضرورة "مشاركة سياسية واسعة" من أجل "توفير مناخ وطني يعزز المكاسب المحققة في مجال الممارسة الديمقراطية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".