إعلان حركة الإصلاح الوطني عن ترشيح رئيسها «جهيد يونسي» للانتخابات الرئاسية ينهي التكهنات عن احتمال غياب الإسلاميين عن هذه الانتخابات، ولعل «عبد الله جاب الله» الذي أُطيح به من رئاسة الحركة بدأ يفكر جديا في مراجعة موقفه من الانتخابات. تتحدث تقارير إعلامية عن صفقة سياسية يعود بموجبها «جاب الله» إلى حركة النهضة التي كان قد أُخرج منها من قبل رفاقه ليؤسس حركة الإصلاح الوطني، وقد يكون عقد هذه الصفقة مقدمة لإعلان جاب الله ترشحه للانتخابات خاصة وأنه خسر رهانه على غياب الإسلاميين عن هذه الانتخابات، ثم إنه لم يُخف في تصريحات سابقة استعداده للترشح لو أنه استعاد رئاسة حركة الإصلاح، وقد قال صراحة أنه لا يمانع في الترشح لو أن وزارة الداخلية أعادت له الحركة، بصرف النظر عن مدى قانونية هذا القرار الذي يتعارض مع أحكام سابقة كانت العدالة قد أصدرتها. القضية بالنسبة ل«جاب الله» متعلقة بالزعامة، فالتيار الإسلامي منقسم الآن، هناك جزء هام منه يشارك في الحكم وهو من أطراف التحالف الرئاسي، ويتعلق الأمر بحركة مجتمع السلم، وهناك مجموعة أخرى من الأحزاب تتمثل أساسا في حركتي النهضة والإصلاح، وهي تبدو مشتتة وضعيفة ولا تنسيق بينها، ولعل هذا ما شجع الإصلاح على ترشيح «جهيد يونسي»، فالفرصة مواتية لتدعيم موقع الحركة في مواجهة الممثلين الآخرين للتيار الإسلامي، وستكون المشاركة فرصة لإعادة ربط الصلة بالقواعد وربما استرجاع المناضلين الذين تشتتوا بسبب الصراعات الداخلية. في مقابل هذا قد لا يسمح «جاب الله» للإصلاح بالاستفادة من غياب أي مرشح آخر للتيار الإسلامي، ومن هنا قد يتجه نحو الترشح بعد أن يتم صفقته مع حركة النهضة لأن الأهم بالنسبة له هو ما بعد الانتخابات، وإذا كان قد تقبل بصعوبة كبيرة إسقاطه من رئاسة الإصلاح فلن يقبل أبدا أن يغيب كأحد "زعماء" التيار الإسلامي في الجزائر.