ينتج الصداع من الضغط على عصبين مختلفين، الأول يخرج من أعلى الفقرات العنقية التي إذا حدث بها أي خلل يؤدي لألم منطقة خلف الرأس . أما العصب الآخر فيخرج من الخلايا المخيّة وهو الذي يؤدي للإحساس بالألم بالمنطقة الأمامية والجانبية من الرأس ، وهذا العصب تسبب في حيرة العلماء ، حيث انه من الطبيعي ألا يتأثر هذا العصب إلا في وجود التهاب أو نزيف أو ورم بمنطقة خلايا المخ، ولكن مع عمل الأبحاث والإشاعات وعدم ظهور أي من تلك المشاكل، كان السؤال كيف يتأثر هذا العصب رغم عدم وجود أي سبب أو خلل بمنطقة المخ. وفي هذا الإطار دارت مختلف الأبحاث الأبحاث العلمية الحديثة التي أجريت على حيوانات التجارب والتي جاءت لحل هذا اللغز المحير، حيث توصلت لوجود اتصال بين عصب المخ وعصب الفقرات العنقية. بمعنى أن الألم الذي يحدث نتيجة لأي ضغط على عصب أعلى الفقرات العنقية يؤدي للشعور بالصداع بالمنطقة الأمامية والجانبية من الرأس كما بمنطقة خلف الرأس . ويتهيج هذا العصب وينضغط ، نتيجة لأي خلل يحدث بالفقرات العنقية التي يخرج من بينها، ومن بين تلك الأسباب الإجهاد المستمر لعضلات الرقبة نتيجة لاستخدامها لفترات طويلة دون وجود فترات راحة، كقضاء وقت طويل أمام الكمبيوتر وفى الأعمال المنزلية والمكتبية المختلفة وقيادة السيارة لساعات طويلة تؤدي لإجهاد عضلات الرقبة، إضافة إلى الاستخدام الغير سليم للرأس والعادات السيئة أثناء السير أو الجلوس أو الأعمال المختلفة مما يؤدي لحدوث شد على الفقرات العنقية وتغير اعتدالها من الوضع الصحيح الذي تكون فيه الرأس في وضع عمودي بالنسبة للفقرات العنقية كحرف T إلى وضع الميل أماماً، وبالتالي تغير في الوضع الصحيح لترتيب الفقرات فوق بعضها ، وتغير في مكان خروج العصب من بين تلك الفقرات فيحدث تهيجه والتهابه والضغط عليه وبالتالي الإحساس بالصداع .