ستطبع قريبا أضخم موسوعة مصوّرة، تتناول تاريخ القدس ضمن 3 مجلدات، مُرفقة بالشرح الأكاديمي، وقال معدّ الموسوعة، المؤرخ الفلسطيني «محمد هاشم غوشة» إنه أنهى قبل أشهر إعداد الإنجاز الذي يتضمن ثلاث حقب تاريخية تعاقبت على المدينة، وهي الفترة العثمانية، البريطانية والحقبة العربية، إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للمدينة عام 1967. أوضح «غوشة» أن الموسوعة تضم كمّا هائلا من الصور غير المنشورة والأرشيفات القديمة العالمية منها والمحلية والتي وصف كثيرا منها بأنه نادر وغير مسبوق ولم ينشر من قبل، وذكر «غوشة» من تلك الصور والأرشيفات، أرشيف «جمال باشا» العثماني وأرشيف صور «الحاج أمين الحسيني»، إلى جانب صور الحركة الفنية في القدس منذ نشوئها، فضلا عن صور نادرة لجميع رؤساء الدول العربية ومشاهير العالم الذين زاروا القدس بدءا من الإمبراطور «وليم الألماني» عام 1898 وانتهاء بالرئيس التونسي الراحل «الحبيب بورقيبة» عام 1966، ويوثق «غوشة» في مشروع موسوعته صورا لفنانين مشهورين زاروا القدس مثل «أم كلثوم»، «محمد عبد الوهاب» و«فيروز»، إلى جانب رياضيين مشهورين مثل بطل الملاكمة العالمي السابق «محمد علي كلاي» وزعامات العمل السياسي العربي والإسلامي والعالمي، وقال المؤرخ إن مكانة القدس تستحق أن يوثق تراثها كمدينة عالمية جديرة بالاحترام والتقدير، مشددا على أن جهده في الموسوعة جاء لأسباب على رأسها حرصه على ألا تتكرر مأساة الأندلس التي ضاع تراثها وتاريخها دون توثيق فعلي جدير بمكانتها، وكان «غوشة» وهو أستاذ في التاريخ الحديث، قد أنهى مؤخرا طبع ما أطلق عليه البعض "أضخم مجلد توثيقي عن المسجد الأقصى المبارك"، وضم في محتواه التفاصيل الدقيقة حول المسجد الأقصى بما فيها وثائق تنشر لأول مرة عن تاريخه، تحتوي صور جديدة للمسجد على مرّ العصور الماضية، وقال المؤرخ إن فكرة تأليفه للكتاب التوثيقي حول المسجد الأقصى جاءت لتمكين العالم أجمع من مشاهدة كافة المعالم الإسلامية القائمة فيه والتعرف على أدق تفاصيلها من تاريخه ومعماريته، من خلال صور عالية الدقة وطباعة فاخرة، تعكس أهمية المكان وقدسيته، وأوضح أن المعلومات المنشورة في المجلد الصادر هي معلومات توثيقية وجديدة تستند إلى آلاف الوثائق التاريخية الشرعية المستمدة من سجلات المحكمة الشرعية ومن الأرشيفات العثمانية والنقوش الحجرية الموزعة في القدس، وأضاف أن الهدف الرئيسي من إصداره هو تمكين القارئ والمتصفح من أن يعيش حالة القدس بعبق ترابها وجمال عمارتها وبهاء زخارفها، من خلال تصفحه لهذه الصفحات الكبيرة، حتى تتجذّر العلاقة بين القارئ والمدينة وكذا مسجدها الذي يمثل قلبها النابض، وأشار المتحدث إلى أن العمل في الكتاب استغرق قرابة عامين ونصف عام، موضحاً أن تلك الفترة كانت ميدانية، والنصف الآخر عمل توثيقي، إضافة إلى 6 أشهر استغرقتها أعمال التصميم الغرافيكي، وحول الصعوبات التي واجهته، قال «غوشة» "إن عملية البحث ليست عملية سهلة فإصدار كتاب نوعي ليس كإصدار كتاب عادي، فهذا النمط من الأبحاث يحتاج إلى صبر وجهد كبيرين لاستخراج أدق المعلومات من مصادر ما زالت غير مطبوعة، إضافة إلى المسح الميداني لتثبيت كل أثر مقابل المعلومة التاريخية التي تحدثت عنها في الكتاب"، وللإشارة يعمل «غوشة» حاليا لإصدار كتاب جديد يحمل عنوان "كنيسة القيامة في القدس"، يكون بدوره وثائقيا مصورا.