قام فريق قطري- سوري بإنجاز عمل توثقي مشترك، حمل عنوان "تاريخنا"، وهو عبارة عن جريدة ومجلّة إلكترونية، تعدّ الأولى من نوعها، وترصد حركة التاريخ العربي والإسلامي منذ «آدم» عليه السلام وحتى الآن بشكل موسوعي، وينتظر المساهمة بهذا العمل ضمن احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية الآتي تنظيمها. تم تصنيف العمل التوثيقي "تاريخنا" في شكل جريدة ومجلة إلكترونية بشكل موسوعي، وهما يؤرخان للعالم العربي والإسلامي منذ بزوغ فجر التاريخ وحتى الآن ويرصدان من خلال المادة الفنية، سواء عن طريق المواد المحررة أو المواد المصوّرة من خلال ذكر كل تفاصيل الحياة وألوانها التي كانت موجودة في كل عصر من العصور المختلفة، واستهدف العمل الذي استغرق إنجازه سنوات عدة الشباب العربي بالدرجة الأولى من خلال مدخل القراءة الإلكترونية التي أصبح الشباب يقبل عليها بشكل أكبر، كما تم تناول الأحداث التاريخية المختلفة بشكل فني بسيط ومبسّط وملائم للغة العصر، بحيث يتمكّن الباحث أو القاريء العادي من مطالعة تاريخ بلاده وأجداده بطريقة ميسّرة ومشوّقة، تغنيه عن الاطلاع على عشرات الكتب التاريخية التي تتناول فترات بعينها من التاريخ العربي والإسلامي. جهد 6 سنوات من أجل تصنيف أكاديمي يقول «فيصل مرعي»، المنتج السينمائي السوري وصاحب شركة «الفيصل» للإنتاج الفني السورية التي شاركت في إنتاج العمل مع شركة «آرت ميديا» القطرية إن المشروع استغرق إعداده قرابة ال6 سنوات، مضيفا "أطلقنا عليه اسم «تاريخنا»، وهو من بين الأعمال التاريخية العربية والإسلامية التي ستدخل ضمن الفعاليات الثقافية التي ستتضمنها احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية في بداية العام القادم، وأضاف «مرعي» إن المشروع تم وضعه في شكل جريدة ومجلّة إلكترونية وتم تناول كل المظاهر اليومية على مدى التاريخ الإسلامي في حوالي 1430 عددا بعدد السنوات الهجرية، منذ بدء الهجرة وحتى اليوم، وقد شارك في المشروع حوالي 100 باحث في التاريخ والإعلام ومهندسي البرمجة، وأوضح أنه بالإضافة إلى المادة الفنية التي تصوّر شكل الحياة في العصور المختلفة، فإن هناك مواد تحريرية تقوم بشرح ورصد كل المعلومات الواردة في كتب التاريخ من خلال عملية توثيق باعتماد المصادر التاريخية، تشرف عليها لجنة من أساتذة التاريخ الذين قاموا بإعداد فهرسة جميع الصفحات وقاموا بتحويلها إلى وثائق، كل وثيقة مرتبطة باسم المصدر الذي تم أخذها منه، إضافة إلى الزمن الهجري والميلادي والدولة التي ينتمي إليها الحدث وكذلك المدينة التي وقع فيها الحدث، وأشار إلى أنه تم تصنيف كل وثيقة من الوثائق التاريخية، سواء أكانت تلك الوثيقة سياسية أم اقتصادية أم فنية، حيث يسهل على الباحث أن يجد من خلال بحث بسيط كل ما يحتاجه من الأمور التي يميل إلى معرفتها. علم الأنساب.. من الألسُن إلى الحواسب يقول «فيصل مرعي» عن طريقة العمل التي تم اتباعها في إنشاء الموسوعة التاريخية "قمنا بإنشاء نظام برمجة وصنّفناها وعملنا جداول تحليلية ورصدنا الأسماء التي عاشت في كل عام ورصدنا حوالي 50 ألف عَلم في الموسوعة وأدخلنا بيانات كل عَلم على حدة وقمنا بوضع بطاقة شخصية وعائلية وشجرة نسب لكل شخصية وتم ذكر جميع أفراد أحفاده، فمثلا شخصية تاريخية في حجم «أبوبكر الصديق» رضي الله عنه شرحنا شجرة نسبه حتى اليوم وعرفنا من خلال ذلك أنه يلتقي مع الرسول عند «مرة بن كعب». درامية تلفزيونية يشرح «مرعي» كيفية وضع مواد تاريخية في شكل موسوعي مشوّق فيقول "إن المشروع وضع في اعتباره ضرورة أن يكون العمل مشوّقا، خاصة للشباب الذين لم يصبحوا راغبين في القراءة التقليدية كما يقبلون اليوم أكثر على القراءة الإلكترونية فقمنا بمحاولة وضع عناصر تشويق للموسوعة من خلال تناول الأحداث المختلفة التي تقع في كل عصر بحيث تكون بعيدة عن الملل وكأن القارىء والمطلع عليها يشاهد مسلسلا تتابع أحداثه أمام عينيه ويلاحقها بنحو متتابع من كل الجوانب التي يرغب في متابعتها"، ومن بين الأقسام التي حرصت الموسوعة على تقديمها، قسم تضمّن عمل سنة باسم شخصية مضيئة من الشخصيات التي برزت بشكل مباشر في ذلك العام ويتناول هذا القسم أهم إنجازات تلك الشخصية وأهم ما قامت به خلال العام، وتضمّنت الموسوعة أيضا عملا ملخصا لكل سنة بشكل تحريري، حيث يتمكّن المتابع أن يستطلع أهم الأحداث التاريخية التي وردت في العام بشكل موجز لمن لا يريد أن يدخل التفاصيل التاريخية الكاملة التي وردت في ذلك العام، وقام العاملون على الموسوعة أيضا بإنجاز خريطة سنوية لأهم مواقع العالم الإسلامي في كل عام وتغير تلك الخريطة، سواء بالزيادة والنقصان، وهذا هو أهم ما تورده المجلة التاريخية التي تضمنتها الموسوعة، أما عن الجريدة، فيشير «مرعي» إلى أنها توثّق الأحداث التاريخية اليومية بشكل كامل منذ بداية التاريخ الهجري وحتى اليوم وتتضمن جميع الأحداث التاريخية التي وقعت في كل يوم على حدة ويوضح «مرعي» أن الباحثين وجدوا أثناء العمل في خلال عملية الرصد اليومي للتاريخ أن كل يوم ميلادي يصادف ثلاثة أو أربعة مواسم للحج وثلاث أو أربع بدايات للعام الهجري وثلاث أو أربع نهايات لهذا العام أيضا. رصد الأحداث في الأراضي الشريفة ومن بين أقسام الجريدة تضمّنت الموسوعة، إنجاز رصد للآيات والسور القرآنية التي نزلت على الرسول الكريم في كل يوم وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت في ذلك اليوم نفسه، كما تضمن أخبار كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والقدس الشريف وكل الأحداث والتطوّرات والوقائع التاريخية التي وقعت في هذه المدن الشريفة، وشملت الموسوعة أيضا عدد الولادات التي وقعت في كل عام عبر التاريخ الإسلامي وكذلك عدد الوفيات، كما تتضمن أيضا تصويرا لأحداث الحياة السياسية والاجتماعية والأدبية والفنية والعلمية في كل يوم، كما قام الباحثون القائمون على الجريدة بإضافة عناوين تحريرية، منها افتتاحية "صباح الخير يوميا"، "الشخصية المميزة" و"كتاب اليوم" وكذلك العمل الفني الذي حدث في اليوم، سواء أكان عبارة عن مسرحيات أم مسلسلات أم أفلام أم غيرها. التوثيق رسالة لمواجهة الإهمال نظراً لأن العمل جاء بمناسبة احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية للعام المقبل فقد تضمّنت الجريدة الإلكترونية زاوية خاصة تحت عنوان "حكاية دولة اسمها قطر"، تتضمن تاريخ قطر السياسي والفني والاقتصادي وقائمة بأهم أعلام وشخصياتها في المجالات المختلفة، وهذه الزاوية سيتم تقديمها بشكل يومي أيضا، وتتضمن الجريدة الحكّام والأعلام الذين عاشوا في كل مدن ودول وولايات العالم الإسلامي وتصنيف كل شخصية وما قدمته من إنجازات وما شاركت فيه من أحداث تاريخية، ويكشف «مرعي» عن السبب الرئيسي وراء جمع هذه الموسوعة بهذا الشكل الجديد أن التاريخ الإسلامي كان وما زال مرتبطا بعضه ببعض منذ بدايته وحتى وقت قريب جدا، إلا أنه لم يقم أحد برصد تلك الوقائع التاريخية على النحو السليم الذي يسهل على المطلع عليه أن يقوم بالإلمام بكل جوانبه، فكانت الدولة الإسلامية حتى انتهاء عصر الخلافة تنتمي كلها لدولة واحدة موحّدة وجميعها تنضوي تحت راية الإسلام والعروبة، وما زال التاريخ العربي حتى الآن يعاني من الإهمال وعدم التوثيق العلمي.