حذّر «إبراهيم غالي»، سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الجزائر من التبعات غير محمودة العواقب التي قد تنجم عن الوضع المتأزم والخطير المفروض على الصحراويين المدنيين ونشطاء حقوق الإنسان والذي قد يقوض مسار السلام ويقضي على الجهود الدولية المبذولة في هذا المجال. وجدّد «غالي» تنديده- في تصريح أدلى به أمس لوكالة الأنباء الجزائرية- بالسياسة الشوفينية والعنصرية التي أطلقها النظام المغربي ومحاولات الاصطياد الحر للمواطنين الصحراويين المدنيين والناشطين في حقوق الإنسان على السواء محملا المغرب كل ما يترتب عن ذلك من عواقب على مسار السلام والجهود الدولية المبذولة في هذا الاتجاه، كما استنكر السفير الصحراوي ما تشهده شوارع المدن الصحراوية وجنوب المغرب من إنزال شامل لأجهزة القمع المغربية التي تمارس قمعا واعتقالات متواصلة ومضايقات يومية في حق الصحراويين، وعلى الصعيد الدولي أشار «غالي» إلى الندوة الأوروبية ال35 للتضامن مع الشعب الصحراوي التي ستحتضنها برشلونة من 20 إلى 22 من الشهر الجاري التي ستشارك فيها الجزائر بوفد برلماني عن مجلس الأمة والتي ستعرف حضورا متميزا من أوروبا وإفريقيا وأمريكا الشمالية وآسيا التي ستكون ممثلة ببرلماناتها الوطنية والقارية ومنظماتها لحقوق الإنسان، وستكرس هذه الندوة مجددا رفض الشعب الصحراوي للسياسة المنتهجة من قبل المغرب وصد محاولاته المستميتة لتمييع طبيعة النزاع ووصمه للصحراويين بالخيانة، يتابع «غالي»، الذي عاد إلى التذكير بإصرار شعبه على إفتكاك حقه في تقرير المصير، ودعا السفير الصحراوي منظمة الأممالمتحدة إلى التحرك العاجل وتحمل مسؤولياتها كاملة في حماية حقوق الإنسان في المنطقة وهي التي توجد ممثلة ببعثها على الأراضي الصحراوية في عملية محددة تتمثل في تنظيم استفتاء حر ونزيه، وحول وضع الناشطة الحقوقية الصحراوية «أميناتو حيدر» المعتصمة بمطار «لانثاروتي» (أرخبيل جزر الكناري) أين تواصل إضرابها المفتوح عن الطعام تعبيرا عن احتجاجها على طردها بالقوة من مدينة العيونالمحتلة؛ أوضح «غالي» بأن صحتها بدأت في التدهور مشيدا في نفس الوقت بموجة التضامن التي تجتاح أوروبا والمساندة للشعب الصحراوي الذي يكافح القمع المكثف الممارس من قبل القوات المغربية التي بدأت في تطبيق الخطة التي أقرها الملك محمد السادس والتي ترمي أساسا إلى محاولة فرض نظرة مخالفة للحقيقة مفادها أن الأمر لا يتعلق بتصفية للاستعمار.