أعادت مؤسسة «سلطان بن علي العويس» الثقافية نشر كتاب "مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية" للباحث «ناصر الدين الأسد» في طبعة ثامنة، وهو أحد الكتب التي فازت بجائزتها الثقافية، هذه الجائزة التي تهدف إلى الاهتمام بالنتاج الفكري والإبداعي لأهم الكتّاب والمؤلفين الذين أسهموا في إعلاء شأن الثقافة العربية المعاصرة وإعادة نشر ما فقد من نتاجهم. صدر الكتاب في 717 صفحة واشتمل على 5 أبواب رئيسة، كما ذيّل بمصادر البحث ومراجعه والفهارس المتعلقة بالأعلام والأماكن والكتب وفهرس الشعر، ومهّد الكتاب لمجتمعات العرب في الجاهلية وتفاوتها في الحضارة، كما درس عوامل الوحدة والتنوع في الوطن العربي القبيلة العربية، الأعراب، الطبقات الاجتماعية في الجاهلية، الحضارة العربية والجاهلية من حيث معناها وعوامل نشأتها وآثارها وسُبل اتصال العرب بغيرهم من الأمم، واشتمل الكتاب في بابه الأول على "الكتابة في العصر الجاهلي" ضمن فصلين هما "انتشار الكتابة بين العرب في العصر الجاهلي" و"موضوعات الكتابة وأدواتها"، أما الباب الثاني فتضمّن "كتابة الشعر الجاهلي وتدوينه" واشتمل على فصلين هما "تقييد الشعر الجاهلي" و"تدوينه"، فيما اشتمل الباب الثالث على محاور الرواية والسماع وطبقات الرواة والإسناد في الرواية العربية وجاء الرابع "الشك في الشعر الجاهلي"، مشتملاً على دراسة مقارنة في المشكلة الهومرية وأوجه الشبه بين الشعر الجاهلي والشعر الهومري، كما درس وضع الشعر الجاهلي ونحله عند الأقدمين والنحل والوضع في الشعر الجاهلي، آراء المستشرقين، أما الباب الخامس "دواوين الشعر الجاهلي" فاشتمل على دراسة موثّقة في الدواوين المفردة ودواوين القبائل والمختارات مثل المفضليات وروايتها وتحقيق عدد من قصائدها والأصمعيات وروايتها والإسناد فيها وتحقيق ما ذكره «ابن النديم» عنها وحماسة «أبي تمام» ومصادرها وروايتها وجمهرة أشعار العرب من حيث نسبتها والتعريف بها، وتضمن الفصل الخامس محاور تتعلق بالشعر الجاهلي في غير الدواوين، مستعرضا كتب النحو: كتاب «سيبويه»، كتب اللغة: "إصلاح المنطق" و"تهذيب الألفاظ"، كتب السيرة والتاريخ: «ابن هشام» وسيرة «ابن إسحاق»، كتب الأدب العامة مثل "البيان والتبيين" و"الحيوان" ل«الجاحظ»، ويقول «الأسد» حول الكتاب "بذلت أقصى جهد في أن أنهج نهجاً علمياً خالصاً، لا أميل مع هوى، ولا أتعصّب لرأي، ولا أعتسف الطريق من أمامي اعتسافاً، بل لعل من الصواب أن أذكر أني حين دخلت في الموضوع لم يكن يحفزني إلا الموضوع نفسه، ولم يكن نصب عيني غاية بذاتها أتوخاها وأرمي إلى إقامة الدليل عليها، غير الغاية المجردة التي سينتهي إليها البحث الموضوعي وحده، فقد كان قلبي مع هذا الشعر حين كنت أقرأه، وكان عقلي عليه حين كنت أقرأ عنه، ولم يكن أمامي سبيل لذلك إلا أن آخذ نفسي بتحرّي المنهج العلمي الدقيق والتزام حدوده التزاماً لا ترخص فيه"، هذا وحاز «الأسد» الذي هو من مواليد عام 1922 على جائزة «سلطان العويس» في إحدى دوراتها، وهو مؤسس الجامعة الأردنية التي أصبح رئيساً لها منذ عام 1962 وحتى عام 1968، كما عمل سفيراً للأردن لدى السعودية وترأّس العديد من المجامع والمجالس مثل المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، مؤسسة «آل البيت» ومجلس الأمناء في جامعة «الإسراء» بالعاصمة الأردنية عمان ومجلس أمناء جائزة «عبد المجيد شومان» الدولية للقدس، ويشغل الآن رتبة أستاذ الشرف في اللغة العربية بالجامعة الأردنية.