سيسمح برنامج عقود النجاعة في شقه المتعلق بالثروة الحيوانية بإعادة بعث وتثمين سلالة الأغنام "الحمراء" المنتشرة أساسا بولاية سعيدة وبعض المناطق الجنوبية الغربية للوطن، حسبما كشف عنه أول أمس مدير محطة التجارب لسعيدة التابعة للمعهد التقني لتربية الحيوانات. وحسب المسؤول ذاته ينتظر رفع عدد رؤوس هذه السلالة المهددة بالانقراض والمعروفة محليا باسم "الدغمة" من حوالي 400 رأس حاليا إلى 1600 رأس على الأقل مع حلول سنة 2014 وهذا على مستوى ولاية سعيدة المتميزة بطابعها الرعوي، وفي سياق المساعي لتحقيق هذه الهدف أشار المسؤول إلى توقيع مؤخرا لاتفاقية بين المعهد التقني المذكور و3 موالين يزاولون نشاطهم بالجهة، حيث تحصلوا بموجبها على 211 رأسا من هذه السلالة بأسعار منخفضة مع التزام محطة التجارب الواقعة ببلدية «عين الحجر» بمرافقتهم وتوفير الدعم التقني اللازم لهؤلاء المربيين، كما بالإمكان مستقبلا تعميم هذه التجربة ليستفيد منها كل موال يرغب في تربية هذه السلالة شريطة أن يتعهد بالمحافظة على نقاء نسلها وتفادي اختلاطها مع سلالات أخرى من الأغنام، وأوضح مدير محطة التجارب أن من بين الموالين الموقعين على الاتفاقية اثنان ينشطان ببلدية «سيدي أحمد» بدائرة «عين الحجر» التي تكتسي طابعا سهبيا محضا مما يوفر الشروط المثلى لتربية هذه الفصيلة من الأغنام فيما أسندت 20 رأسا فقط لمستفيد ثالث من بلدية «أولاد خالد» التي يغلب عليها طابع الغابات والأحراش وذلك من أجل التأكد من إمكانيات نجاح تربية هذه السلالة بها، من جهة أخرى يعكف مسؤولو المعهد التقني لتربية الحيوانات على تثمين قطيع آخر من نفس السلالة تحتوي عليه محطة التجارب ويقدر عدده حاليا ب 200 رأس من خلال توفير نظام غذائي خاص به فضلا على انتهاج أحدث التقنيات الخاصة بالتلقيح الاصطناعي، وستمكن كل هذه العمليات من تكوين قطيع نموذجي كبير نوعا ما سيشكل منطلقا لمباشرة تجارب واسعة النطاق مع عدد أكبر من موالي ولاية سعيدة والمنطقة الجنوبية الغربية خاصة بولايتي البيض والنعامة المجاورتين، وعلى صعيد آخر أشار المتحدث إلى أن الأسباب الكامنة وراء تهديد بقاء هذه الفصيلة المحلية ترجع بالدرجة الأولى إلى عزوف الموالين عن تربيتها نظرا لجهلهم بمميزاتها وتفضيلهم للسلالة البيضاء أو ما يعرف بصنف «أولاد جلال» ذات القوام المرتفع، علاوة على ذلك فإن أغلبهم لا يعلم بفوائد هذه السلالة وأهمية الحفاظ عليها من التهجين خاصة وأن لحم فصيلة "الدغمة" ذو النوعية الجيدة التي تصدرها دول أخرى يلقى رواجا كبيرا في الأسواق الأوروبية مما يجعل هذه الأغنام القصيرة القوام في حال حمايتها وتثمينها مصدر لموارد مالية هامة، كما أن تربية هذا النوع من المواشي التي كانت تنتشر في السابق بأعداد كبيرة ببلديتي «المعمورة» و«عين السخونة» لا تتطلب تكاليف باهظة خاصة في المناطق السهبية المتميزة بفترات طويلة من الجفاف، حيث تتكيف مع الخصائص الطبيعية والمناخية لهذه الفضاءات.