أكد مسؤولو المتعامل التقليدي "كوريا للاتصالات" أول أمس بالعاصمة، أن إستراتيجية وضع الحكامة الإلكترونية في الجزائر -الجزائر الإلكترونية 2013- تتطلب مدة 10 سنوات مضيفين أن المشروع المماثل الذي تم إنجازه في كوريا قد انطلق في نهاية سنوات 1980. أكد مسؤولو "كوريا للاتصالات" -حسبما تم توضيحه خلال عرض التجربة الكورية في مجال الحكامة الإلكترونية ومسار إعدادها وتطبيقها وذلك بمناسبة تنظيم يوم دراسي بمقر وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال- أكد أن الكوريون قد شرعوا بين سنوات 1986 و1995 في إدخال النظام المعلوماتي على بنوك المعطيات قبل تعميم خدمات الحكامة الإلكترونية على مختلف المؤسسات -الإدارات والوزارات- والمؤسسات الاقتصادية للقطاعين العام والخاص فضلا عن الجمهور الواسع، وأشار «كوم جيل بونغ» المدير العام لشركة كوريا للاتصالات الجزائر إلى أن مرحلة التحيين والفعالية قد جاءت بعد سنة 2000 مضيفا أن تكنولوجيات الإعلام والاتصال قد أصبحت في صلب جميع الاستراتيجيات التنموية في كوريا، كما أكد المدير العام لكوريا للاتصالات الجزائر على توحيد معايير الأنظمة والشبكات بالنظر إلى النجاح الذي حققته الحكامة الإلكترونية التي تعد شبكة الشبكات التي تضم أنظمة الإعلام الآلي الداخلية لمختلف هيئات البلاد، وتابع أن الحكامة الإلكترونية تفرض جهودا في حجم الميزانية وتوزيع الموارد البشرية ووضع هياكل للاتصالات السلكية واللاسلكية فضلا عن تكييف النصوص القانونية، واعتبر في هذا الإطار أن نتائج هذه المؤسسة لا يمكن أن تكون واضحة إلا بعد 10 سنوات بما أن الأمر يتعلق باستثمار مكلف ويمتد على المدى الطويل، كما أشار «بونغ» إلى أن الدولة في كوريا هي التي تستثمر في الحكامة الإلكترونية من خلال تخصيص 800 مليون دولار لبناء منشات الاتصالات السلكية واللاسلكية مما سمح للبلاد بالتوفر على شبكات عالية التدفق وتوفير الانترنت بأسعار منخفضة، وأضاف «بونغ» أن شركة كوريا للاتصالات قد تم إنشاؤها سنة 1981 وتمت خصخصتها سنة 2002 وهي متواجدة في 20 دولة منها الجزائر ولها رقم أعمال يقدر ب23 مليار دولار. وعلى صعيد آخر فقد تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وشركة كوريا للاتصالات تخص مجال التكوين في مجال الحكامة الإلكترونية، وقد وقع الاتفاق كل من «حاتم حسيني» مدير مجتمع المعلومات و«ماينغ سو هو» نائب رئيس شركة كوريا للاتصالات، ويرمي هذا الاتفاق إلى تكوين مهندسي وإطارات مختلف الوزارات في تكنولوجيات الإعلام والاتصال وإنشاء فريق يتكون من خبراء من كلا البلدين من أجل إعداد دراسات الجدوى في الجزائر حول الحكامة الإلكترونية، و أكد «سو هو» أن كوريا للاتصالات تريد أن تتقاسم خبراتها مع الجزائر في هذا المجال والتي اكتسبتها على مدار 30 سنة، كما أضاف أن كوريا للاتصالات تطمح إلى أن تكون شريكا استراتيجيا للجزائر وتأمل في مرافقتها في تطبيق البرنامج الحكومي الجزائر الإلكترونية 2013. ومن جانبه أشار «حسيني» إلى أن هذه المذكرة تسمح لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بالاستفادة من التجربة الكورية في مجال الحكامة الإلكترونية والتكوين في الموارد البشرية والأمن المعلوماتي خاصة، وأضاف يقول "أن تجربة كوريا في هذا المجال ستسمح لنا بفهم أحسن للواقع الجزائري".