شهدت منطقة غرداية في الساعات الأخيرة من سنة2008 توافدا كبيرا للسياح الأجانب والجزائريين الذين تزاحموا بالشوارع الضيقة لعاصمة ميزاب بغرض التسوق استعدادا للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية الجديدة. وأشارت إحصائيات مديرية السياحة إلى تواجد ما يقرب من 2000 سائح ما بين جزائري وأجنبي فضلوا قضاء عطلة نهاية السنة بمنطقة سهل وادي ميزاب، وهي المنطقة السياحية ذات الشهرة العالمية الواقعة على مسافة 600 كلم جنوبالجزائر العاصمة. وقد أغلقت الحجوزات في معظم الهياكل الفندقية المتواجدة على مستوى هذه الولاية التي تتوفر على 21 فندقا من بينها خمسة فنادق مصنفة بطاقة إيواء إجمالية تقدر ب1691 سريرا ومن بينها فندق الجنوب التابع لمؤسسة التسيير السياحي الذي تقدر طاقة الاستقبال به ولوحده ب300 سرير. ويمثل عودة الاهتمام باتجاه منطقة ميزاب وانتعاش السياحة بها لتوفر جملة من العوامل ولعل من أهمها الأمن والهدوء الذي يسود هذه المنطقة التي تشتهر بتراثها الطبيعي والمعماري والثقافي المصنف تراثا عالميا محميا من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم و الثقافة "اليونسكو". وتزخر منطقة وادي ميزاب التي تشتهر بقصورها العتيقة - التي شيدها المعماريون الأوائل وفق خصائصهم الاجتماعية- بقدرات سياحية هامة لا زالت تستقطب على مدى الأزمان المهتمين بالحضارات الإنسانية عبر العالم وتشتهر على وجه الخصوص بواحات النخيل ودورها المشيدة في مناطق عالية وأسواقها المحلية ذات الطراز المعماري الأصيل. وبالنظر إلى موقعها الاستراتيجي وقربها من الأقطاب البترولية والغازية الهامة بمنطقة الجنوب (حاسي الرمل بولاية الأغواط وحاسي مسعود بولاية ورقلة) وتوفر وسائل النقل بينها وبين مختلف مدن الوطن لاسيما منها المدن الجامعية فإن منطقة غرداية تستهوي أيضا السياح الجزائريين لاسيما منهم الشباب ورجال الأعمال. كما ساعدت عوامل أخرى في تنشيط الحركية السياحية بهذه المنطقة ومن بينها تواجد متعاملين خواص الذين ينظمون رحلات سياحية منظمة لفائدة الشباب عبر واحات المنطقة التي حولت إلى مواقع سياحية. وعلى إثر الأضرار التي نجمت عن الفيضانات الأخيرة التي شهدتها المنطقة مطلع شهر أكتوبر الفارط وعلى الخصوص تضرر بعض المواقع الأكثر استقطابا للسياح ومنها النظام التقليدي لتوزيع المياه وواحات وادي ميزاب التي تضررت بشكل كبير فقد شرع في تجسيد عدة عمليات من أجل استرجاع هذه المواقع لقيمتها السياحية.