يُرتقب أن يفتح قريبا بمدينة تبسة مُلحق للمركز الوطني لدراسات ما قبل التاريخ والأنثروبولوجيا حسب ما علم أول أمس من مديرية الثقافة بالولاية، وسيكون هذا الملحق بمثابة بنك معلومات في متناول الباحثين والجامعيين والمؤرخين وكذا الطلبة المهتمين بتاريخ "تفست" القديمة منذ فجر التاريخ إلى فترة الاستعمار، مرورا بالحقب الرومانية والوندالية والبيزنطية والإسلامية، كما أفادت المصادر ذاته، وتعد تبسة أو "تفست" حسب تسميتها الرومانية من بين أقدم المدن التي تأسست بمنطقة إفريقيا الشمالية استنادا للعديد من المؤرخين الذي يرجعون تأسيسها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، وتشتهر المدينة بفسيفسائها الثرية بالزخارف وصور النباتات والحيوانات والإنسان وكذا الأشكال الجيومترية ذات الألوان الزاهرة، ومن ضمن هذه الفسيفساء التي يمكن التمتّع اليوم بمشاهدتها بمتحف المدينة، تلك التي تخلّد الإله «باشوس» حسب المعتقدات القديمة، وتشتهر تبسة أيضا بمعالمها الدينية والثقافية التي تجسّد الهندسة العربية الإسلامية مثلما هو الشأن بالنسبة للمسجد العتيق الذي يرجع للعهد التركي وتمثال ومسجد «بن سعيد» وزاوية «سيدي يحي» ومدرسة الشيخ «العربي التبسي»، إلى جانب المدن القديمة ل«فركان»، «نقرين» و«الحمامات»، ومن جهة أخرى تشتهر ولاية تبسة بمجموعة من الأماكن الطبيعية والمناخات المُصغّرة المتنوعة التي تمنحها طابعا سياحيا أكيدا.