"لم نقرأ أبدا من قبل سيرة مكتوبة بهذا الشكل، أنها قطيعة شعرية القارئ يبقى مشدوها"، بهذه العبارة قدم الكاتب الفرنسي المعروف جيل بيرو الكتاب الجديد لبن أعمر مدين الصادر نهاية الأسبوع الماضي عن منشورات القصبة بعنوان "كاتب ياسين القلب بين الأسنان"، وفيه يستعيد الباحث سيرة كاتب ياسين بأسلوب وسرد شعري جميل اشتغل فيه المؤلف على أربعين شريطا كانت عمرا عرف فيه ياسين منذ 1964 إلى غاية وفاته 1962. في هذا الكتاب نكتشف الوجه الآخر لصاحب نجمة إلذي لم تكن حلما جزائريا فقط لكنها امرأة من دم ولحم أحبها ياسين وتعذب في حبها، امرأة حقيقية عرفها وكانت أول من كتب عن كتاباته في الصحافة الفرنسية. في السيرة التي كتبها بن أعمر مدين، نكتشف ياسين الكاتب، ياسين الرجل الجزائري، ونعرف لما كانت نجمة رائعة القرن بامتياز التي شكلت قطيعة مع الأدب الجزائري لتلك المرحلة، ببساطة لأن ياسين كان صادقا في المعاناة التي نقلها من عنابة إلى قسنطينة في كتاب بقي خالدا. في المؤلف أيضا يخبرنا بن أعمر مدين أن ياسين كان وفيا للمتمرد فيه، كان رجلا لا ينام طويلا، لكنه قادر أن يمشي لمسافات طويلة دون تعب. كتاب ياسين قلب بين الفكين جدير بالقراءة لأنه يحيل على تاريخ رجل كبير لم يفيه الوطن حقه.