شغرت ثلث المنازل في ثاني أغلى شارع في بريطانيا، من أصحابها، الذين هجروها منذ عقود طويلة، ما أدى إلى إصابتها بحالة التعفن. أما وراء الأبواب المغلقة بأقفال والمداخل الطويلة، فيوجد حوالي 20 قصراً شاغراً في العاصمة البريطانية لندن، وتحديداً في "جادة الأساقفة"، وذلك رغم القيمة الإجمالية المادية لهذه القصور، والتي تبلغ حوالي 582 مليون دولار. ويطلق على هذه القصور اسم "طابور المليارديرات"، إذ يبلغ متوسط كلفة المنزل حوالي 9.98 مليون دولار، ولكن الكثير من هذه القصور تم هجرها، من قبل أصحابها الأثرياء. ورغم حالتها المتهالكة، إلا أن البيوت ما زالت تعتبر مكاناً آمناً للأجانب الأثرياء لإيداع أموالهم بسبب ارتفاع أسعار العقارات في لندن، والتي زادت بنسبة 11 في المائة العام الماضي، وأيضاً بسبب سمعة الشارع، باعتباره نقطة جذب للأشخاص الأثرياء والمشاهير. ويصف أنيل فارما، وهو أحد المطورين العقاريين، تلك القصور الشاغرة بأنها واحدة من "الأراضي البور الأغلى في أوروبا." وقال فارما إنه يأمل في الحصول على إذن لتحويل القصر المتحلل "ذا تاورز" إلى شقق الفاخرة. ويذكر أن القصر تم شراؤه قبل 25 عاماً، من قبل عائلة بارزة في الشرق الأوسط، ولكن لم يتم العيش فيه، بسبب تعقيدات أذونات التخطيط، ما أدى إلى أن يصبح متروكاً، وفي حالة سيئة. وغطت الهياكل الحيوانية أرضيات القصر المكسوة بالطحالب، فيما تساقط الدهان من الأسقف، وانهارت الأدراج من الرطوبة. أما "جيرسي هاوس" والذي على بعد 200 متر من الطريق، فقد عرض للبيع مقابل 67 مليون دولار. وقال الوكيل العقاري تريفور أبراهمسون إن "جادة الأساقفة" تعتبر شارعاً أيقونياً، مثل شوارع روديو درايف أو وول ستريت. أما شراء منزل هنا، فيعتبر دليلاً على الثراء، بحسب ما أوضح أبراهمسون، واصفاً الشارع الذي كان لوقت طويل، محط المستثمرين الأثرياء، في البلاد النامية، والذين مروا بفوضى جيوسياسية، أي الأشخاص الإيرانيون بعد ثورة العام 1979، والأوروبيون الشرقيون بعد انهيار جدار برلين. ولكن، في الوقت الذي تواجه فيه بريطانيا أزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات، فمن المرجح أن القصور الفارغة في الشارع، ستزيد من الجدل حول الضرائب التي يدفعها مشترو العقارات في الخارج، خصوصاً إذا بقيت هذه العقارات فارغة طبقاً ل(CNN).