اتهمت دمشق الجيش التركي بالمشاركة في عملية مسلحة للمرة الأولى في سوريا، وهو ما نفته أنقرة التي أسقطت قبل أيام طائرة سورية قالت إنها اخترقت أجواءها، و يتزامن ذلك مع تسريبات صوتية لمسؤولين أتراك على موقع يوتيوب عن احتمال تدخل عسكري في الأراضي السورية. وقال مندوب سوريا في الاممالمتحدة بشار الجعفري إن سوريا وجهت رسائل للأمم المتحدة بشأن تغطية الجيش التركي لعمليات من وصفها بالعصابات الإرهابية في كسَب باللاذقية. وأضاف الجعفري أن ما يجري هو تصعيد خطير وانتهاك لسيادة سوريا ودليل على وجود تحالف بين إسرائيل وتركيا والسعودية وقطر. وقد أدانت هيئة التنسيق السورية المعارضة ما وصفته بالتدخل التركي في اللاذقية، ودعت إلى التحقيق في ملابسات إسقاط الطائرة السورية قبل أيام. وفي وقت سابق، اتهم مصدر في وزارة الخارجية السورية أنقرة بمساندة مقاتلي المعارضة في كسب حيث تمكنوا خلال الأيام الأخيرة من السيطرة على مناطق إستراتيجية. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أن سلاح الجو التركي أسقط مقاتلة سورية فجر الأحد الماضي بعدما اخترقت المجال الجوي لبلاده، وهو ما وصفته دمشق بأنه «اعتداء سافر» يؤكد «تورط أنقرة في دعم العصابات الإرهابية المسلّحة». يشار إلى أن أردوغان هدد في وقت سابق من يخترق المجال الجوي لبلاده بصفعة قوية. وهذه هي المرة الثانية التي يسقط الجيش التركي فيها طائرة للنظام السوري خلال نصف عام بعدما أسقط مروحية سورية في سبتمبر من العام الماضي. أما أنقرة فقد نفت أي تدخل عسكري في الحرب بسوريا، ووصفت اتهامات دمشق بأنها افتراء يرمي إلى جر تركيا إلى صراع سياسي وتوتر عسكري على الحدود. وقال النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا رسول طومسون إن الدعم الذي تقدمه أنقرة للمعارضة السورية يقتصر فقط على الدعم الإنساني والسياسي وليس العسكري. وتعليقا على التسريبات الصوتية لمسؤولين أتراك على موقع يوتيوب بشأن احتمال التدخل العسكري في سوريا، قال طومسون إن اللقاءات بين المسؤولين كانت تناقش حماية ضريح جد مؤسس الدولة العثمانية سليمان شاه في ريف حلب شمال سوريا. وتعتبر أنقرة الضريح أرضا تركية ذات سيادة بموجب اتفاقية وقعت مع فرنسا عام 1921 حين كانت تحتل سوريا ويحرس نحو 20 من جنود القوات الخاصة التركية الضريح باستمرار. من جانبه اعتبر رئيس الوزراء التركي الذي يستعد للانتخابات البلدية أواخر الشهر الجاري أن نشر تسجيل يتطرق فيه مسؤولون أتراك إلى فرضية تدخل عسكري بسوريا هو أمر «دنيء». ووصف وزير خارجيته أحمد داود أوغلو التسريبات بأنها «إعلان واضح للحرب». وكان مجهول نشر على حسابه في يوتيوب ما قال إنه يمثل تسجيلا لمدير المخابرات حقان فيدان يبحث عمليات عسكرية محتملة في سوريا مع وزير الخارجية ونائب رئيس الأركان وغيرهما من كبار المسؤولين، وهو ما دفع أنقرة إلى حجب الموقع.