"أقسم بالله لتندم يا زنديق ولن يرتاح بال للمجاهدين في الجزيرة حتى يفصلوا رأسك عن جسدك والأيام بيننا". عبارة التهديد كُتبتْ أمس في "تويتر". مُطلقها شخص يدعى جليبيب الجزراوي. أما الشخص الموجهّة إليه الرسالة فهو ناصر القصبي، بطل المسلسل الكوميدي الساخر "سيلفي". ليست المرة الأولى حكماً التي يثير فيها الممثل السعودي الشهير الجدل. القصّة بدأت قبل أكثر من عشرين عاماً، مع مسلسل "طاش ما طش" الذي شكّل حالة خاصة في الشارعين السعودي والخليجي. في كل موسم، كان القصبي ومعه زميله عبدالله السدحان، يحدثان الضجّة، ويتحوّلان قبلة رمضان التلفزيونية. كثيراً ما كانت تصطدم حلقات البرنامج بالرقابة أو تواجه انتقاداً لاذعاً من جهات وتيّارات عدّة. أما اليوم؟ فالضجة مختلفة تماماً. ذلك أن الممثل المعروف بجرأته والمشهود لقدرته على طرق باب القضايا الجدلية، أثار حفيظة "داعش". وقبل انتهاء عرض الحلقة الثانية بعنوان "بيضة الشيطان" من برنامج "سيلفي" (يعرض على "أم بي سي")، أطلق التنظيم رسائل التهديد والتحريض ضدّ الممثل السعودي الذي عرفناه أيضاً عضواً في لجنة تحكيم برنامج المواهب الشهير "آرابز غوت تالنت". أما سبب كل هذا الصخب، فحلقة من البرنامج الذي يندرج ضمن خانة الكوميديا السوداء، ويجسّد فيها القصبي دور أب يذهب إلى مناطق النزاع، في محاولة منه لاستعادة الابن الذي التحق بصفوف التنظيم. ويبدأ الأب رحلة صدامية شاقّة لا تخلو من المواقف الهزلية مع التنظيم وأميره. وفيما اكتفى القصبي بالرد عبر "تويتر: "حسابي الآن يطفح بالشتامين والمهددين واللاعنين بكل فنون اللعن والتهديد والشتم، فأقول لهم قليلاً من الهدوء ورمضان كريم وترى حنا بأول يوم"، أطلق مناصرو داعش "هاشتاغ" تحريضي ضدّ الفنان السعودي، يطالبون فيه برأسه! قبيل بدء الموسم الرمضاني، ويوم سئل القصبي عن مسلسل "سلفي"، أجاب بأنّه: "محاولة للعودة إلى الكوميديا الاجتماعية الجادة، التي تُضيء على الواقع السعودي خصوصاً، والخليجي والعربي عموماً، وتصوِّب نقدها البنّاء على بعض مكامن الخلل في مجتمعاتنا، وذلك ضمن أجواء تمزج بين الابتسامة والرسالة الاجتماعية بطريقة متوازنة"... يبدو أن رسالة الفنان بدأتْ تحقق تأثيرها منذ أولى حلقاته.