سرقت مسألة إقالة تشلسي للمدير الفني للفريق جوزيه مورينيو، الخميس، الأضواء من باقي الأخبار في بريطانيا وكثير من دول العالم، غير أن كثيرين أدركوا مؤخرا أن طرد مورينيو بات شبه مؤكد، وكذلك شعرت جماهير الفريق بوجود مشاكل بشأن شخص مدرب الفريق "ذي سبيشال ون" كما يطلق على نفسه. على أي حال، وفقا للتطورات التي شهدها تشلسي منذ حصوله على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، والمشاكل تتزايد إلى أن حانت الدقائق العشر الأخيرة لحياة مورينيو في نادي تشلسي. وثمة 10 أشخاص يعتقد أنهم قد يكونوا مسؤولين عن طرد مورينيو من معقل النادي في ستامفورد بريدج، بشكل أو آخر، وهم: رومان أبراموفيتش مالك النادي، إذ ربما يزعم مورينيو أن فشل أبراموفيتش في شراء لاعب وسط ظهير هذا الصيف يعتبر خطأ قاتلا، فقد أراد مورينيو التعاقد مع مدافع إيفرتون جون ستونز، لكن المالك اختار الحصول على خدمات لاعبين آخرين بدلا من دفع 40 مليون دولار لقاء ستونز. إيفا كارنيرو طبيبة الفريق، البعض يعتقد أن الأمور بدأت تسوء مع مورينيو منذ حادثة استبعادها من العمل مع الفريق الأول، إثر نزولها أرض الملعب دون إذن منه لعلاج اللاعب إيدن هازارد في مباراة سوانزي سيتي، حيث وصف مورينيو هذا التصرف بأنه ساذج واستبعدها، وقررت الرحيل عن النادي والبدء بإجراءات قانونية ضد النادي. برانيسلاف إيفانوفيتش الظهير الأيمن، كان اللاعب الصربي أحد أبرز المدافعين في بطولة الدوري الإنجليزي، لكن عناد رأس مورينيو ومحاباته لبعض اللاعبين على حسابه، جعلته يدفع ثمنا باهظا. الحكم جوناثان موس، كان للخلاف مع قاضي مباراة تشلسي وويست هام يونايتد دور، بعد طرد الحكم للاعب نيمانيا ماتيتش، حيث أدى صراخ مورينيو على موس وإهانته إلى طرده من الملعب. نيمانيا ماتيتش كان لطرده من مباراة ويست هام، ومن ثم دخوله كبديل في مباراة ساوثهامبتون وإخراجه بعد أقل من نصف ساعة على دخوله، أثرا على اللاعبين بسبب طريقة مورينيو في التعامل معهم. الحكم أنتوني تايلور، كان كذلك من بين الأسباب التي ساهمت في تدهور وضع مورينيو، خصوصا عندما رفع البطاقة الصفراء في وجه اللاعب سيسك فابريغاس بدلا من منحه ضربة جزاء، بعدما سقط في منطقة الجزاء أمام ساوثهامبتون. سيسك فابريغاس اللاعب الذي يمثل تدهور وضع تشلسي، إذ كان أداؤه تنازليا منذ بداية الموسم الكروي الحالي، حيث كان مورينيو يعتقد أنه يمثل قلب الفريق النابض، لكنه ظل يتراجع ولم يسجل أي هدف وساهم في هدفين فقط. آندي كارول مهاجم ويست هام، الذي شكل فوزه على تشلسي ضربة قاضية لمورينيو، وحفز على التقاط صور رائعة له وهو ينظر بيأس إلى حيث يوجد الطاقم الفني للفريق المنافس وهو يحتفل، وعكست الصورة مدى السقوط الذي بلغه مورينيو. تيبو كورتوا حارس المرمى البلجيكي الذي دفع إدارة النادي إلى بيع الحارس الأول بيتر تشيك، لكنه أصيب وتراجع أداؤه، ولم يبقى من خيار أمام مورينيو سوى اللجوء إلى الحارس إسمير بيغوفيتش، الذي لم يكن كارثة وإنما الدفاع هو الذي تحول إلى كارثة بعد فقدانه الثقة لعدم وجود الحارس الأول. دييغو كوستا اللاعب الإسباني الذي يوصف بأنه "غير القابل للإدارة" وتسبب بإثارة ومشاكل للفريق، وتجنبه الطرد أكثر من مرة خلال مباراة آرسنال كان ينظر إليها باعتبارها أمرا مدهشا، إلى أن تم منعه من اللعب 3 مباريات، وترك مورينيو من دون خيار مهاجم أول في وقت الحاجة، ولم يحرز هذا الموسم سوى 3 أهداف. الدقائق العشرة الأخيرة انضم مورينيو إلى اللاعبين لحضور حفلة غداء الكريسماس مساء الخميس، قبل ساعات من طرده، لكن لم يكن هناك سبب للاحتفال بعد النتائج المخيبة والخسارة أمام ليستر سيتي. ويبدو أن لاعبي تشلسي شعروا بأن هناك ما يحدث مع مدربهم، فلم يكن في الأجواء أي مزاح أو مرح. في الساعة الثانية مساء، بعد مغادرة معظم لاعبي الفريق، لاحظ من تبقى منهم أعضاء مجلس الإدارة في معقل التدريب للنادي في كوبام، حيث الحفل. وسرعان ما انطلقت الشائعات بأن موعد رحيل مورينيو قد أزف، وبدأت اللاعبون بتبادل الرسائل القصيرة بشأن التوقعات حول احتمال ذهاب مورينيو. وبالفعل أبلغ رئيس النادي بروس باك ومديره يوجين تينينباوم مورينيو بقرار استبعاده في اجتماع لم يستغرق أكثر من 10 دقائق. وفي تلك اللحظة لم يبق أحد من اللاعبين في كوبام، ولم يتلق أي منهم أي بيان رسمي من النادي قبل أن يعلم لاعبون سابقون للفريق بالأمر. وظل مورينيو بعد طرده في المكان لساعتين كاملتين تقريبا لتنظيف مكتبه وأخذ احتياجاته، ثم غادر المكان بسيارته الجاغوار. 10 خسرهم مورينيو ولاستكمال رقم 10 في حقبة مورينيو الأخيرة، ثمة 10 أخرى هم مجموع اللاعبين الذين خسرهم مورينيو أو ضحى بهم بعد حصول الفريق على لقب الدوري، وهم: حارس المرمى بيتر تشيك الذي انضم إلى فريق آرسنال حيث المدرب الفرنسي أرسين فينغر، العدو اللدود لمورينيو. كما رحل عن الفريق، ريان برتراند وأوريول روميو والتحقا بساوثهامبتون، ودافيد لويز الذي انضم إلى باريس سان جرمان الفرنسي، وجيفري بروما الذي انضم إلى آيندهوفن، وفيليب لويس الذي التحق بأتلتيكو مدريد، وكيفين دي بروين الذي حصل مانشستر سيتي على خدماته. كذلك رحل عن الفريق اللاعبون خوان ماتا الذي انتقل إلى مانشستر يونايتد، ومحمد صلاح الذي أعير إلى فيورنتينا وأبدع قبل أن ينتقل إلى فريق روما، وروميلو لوكاكو الذي انضم إلى إيفرتون. الملاحظ أن كثيرين منهم أجادوا مع الفرق التي انتقلوا إليها بعد خروجهم من عباءة مورينيو.