دعا الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي الجماعات الإرهابية في الجزائر إلى النزول من الجبال والانخراط في مسعى السلم والمصالحة الوطنية وذلك ل''إطفاء نار الحرب التي أنهكت الجزائريين في الأعراض والأموال''. جاء في الرسالة التي وجهها الداعية السعودي، الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي، لمن وصفهم ب''المقاتلين''، أن يضعوا السلاح وأن ''يبادروا إلى إطفاء نار الفتن والحرب التي لم تفد الشعب الجزائري والإسلام''، وإنما ''أنزلت بهم أشد الأضرار بل شوّهت الإسلام والمسلمين وأفسدت النفوس والأخلاق''. ودعا الشيخ في هذا السياق الحكومة والشعب و''المسلحين'' إلى التكاتف معا ل''إطفاء نار الإرهاب'' وضرورة ''إحلال العقيدة الصحيحة والأخلاق العالية والتآخي والتراحم بدل الأهواء والأغراض والأحقاد الظاهرة والدفينة''. وهنا، ألح المدخلي على ''واجب كل الأطراف في الاستفادة من مشروع الصلح الذي بذلته الحكومة الجزائرية والحذر من تضييع الفرصة التي تحقن الدماء وتصون الأعراض وتطفئ نار الفتنة''. وفي هذا السياق، دعا المدخلي الإرهابيين إلى الاحتكام إلى العقل والدين وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بدل الفتاوى المضللة التي تبيح قتل الأبرياء واستهداف مؤسسات وأعوان الدولة الجزائرية. وقال على صعيد آخر: ''لقد بلغني ممن أثق به أن في أعضاء الحكومة الجزائرية الكثيرين ممن يريدون تطبيق شرائع الإسلام فساعدوهم على تذليل العقبات وتهيئة الجو الذي يساعدهم على تحقيق ما يريدونه من تطبيق هذه الشريعة تعليما وتربية وحكما''. وناشد الشيخ الحكومة والشعب الجزائري في رسالته، التي نشرتها مجلة ''القرآن الكريم'' في عددها الأخير، أن يقوموا ب''هذا الإنجاز العظيم المفوض عليهم وعلى جميع المسلمين''. وتضمن العدد الأخير من مجلة ''القرآن الكريم''، التي تصدرها إذاعة القرآن الكريم، مقالا وقّعه رئيس تحرير المجلة بعنوان ''عن أي سلفية يتحدثون'' الذي تحدث فيه الكاتب عن انتساب الجماعات الإرهابية ممثلة فيما يعرف ب''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' إلى السلفية والسلف الصالح. ويقول هنا إن ''السلفية هي اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأنهم هم الذين سلفونا وتقدموا علينا، فاتباعهم هو السلفية''، قبل أن يضيف أن ''اتخاذ السلفية كمنهج ينفرد به الإنسان ويضلل من خالفه من المسلمين ولو كان على حق، واتخاذها أيضا كمنهج حزبي فهذا خلاف السلفية، لأن هذه الأخيرة تقتضي الاتفاق والالتئام حول سنة الرسول الكريم''. وتضمنت المجلة، أيضا، خطاب الرئيس بوتفليقة خلال الجلسة الافتتاحية للأسبوع الوطني الأول للقرآن الكريم. كما أفردت المجلة أيضا حيزا للحديث عن السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم و''معالم المنهج القرآني في دعوة المخالفين'' ومعجزاته و''التبيان فيما اشتهر من أحاديث ضعيفة وموضوعة'' بأقلام أساتذة وباحثين. وخصصت المجلة كذلك حيزا آخر للحديث عن التحضيرات النفسية والإيمانية لشهر رمضان الكريم، وضرورة ''اغتنام الشهر الفضيل في الطاعة والعبادة وتزكية النفوس''.