لا تزال فرق البحث عن حطام الطائرة المصرية المنكوبة، التي سقطت في البحر المتوسط وعلى متنها 66 شخصا، "بعيدة جدا" عن فهم سبب سقوط الطائرة في البحر المتوسط يوم 19 مايو الماضي، في ظل عدم العثور على الصندوقين الأسودين. والصندوقان مزودان بجهاز إرشاد لاسلكي يرسل إشارات صوتية موجهة لمدة 30 يوما من تاريخ تحطم الطائرة وهو ما يعني أن فرق البحث أمامها القليل من الوقت للعثور عليهما. ويتضمن أحد الصندوقين تسجيلات صوتية للأحاديث في قمرة قيادة الطائرة وهي من طراز إيرباص إيه 320، ويتضمن الصندوق الآخر بيانات عن الرحلة، وحال العثور عليهما سيساعدان بعد تحليلهما في حل لغز حادث تحطم الطائرة.
وتنضم بذلك الطائرة المصرية، حتى الآن مع عدم العثور على الحطام أو الصندوقين الأسودين، إلى عدد من الطائرات التي سقطت ولم يكشف عن مصيرها. إذ شهد القرن العشرين اختفاء الكثير من الطائرات حول دول العالم المختلفة في ظروف غامضة، وبعد محاولات عديدة من البحث والتفقد لم يستطع الباحثون وفرق الإنقاذ التوصل لنتائج. عام 1932، اختفت طائرة أميركية كانت تحمل على متنها 90 عسكريا أقلعت من مطار غوام غربي المحيط الهادي إلى الفلبين، وظلت الطائرة لغزا لم يكشف عنه حتى الآن. عام 1937، سقطت طائرة أميركية بمحركين كانت تقل إميليا إيرهارت وفريد نونان كانت متجهة من غينيا الجديدة إلى جزيرة هولاند، وبعد عامين من البحث المكثف أعلنت الإدارة الأميركية عن مقتل إيرهارت والطيار المرافق لها وذلك بدون أي إثبات مادي لذلك. وخلال عقد الأربعينيات، اختفت عشرات السفن والطائرات دون أن تترك أثرا على مر العقود في منطقة مثلث برمودا الواقعة بين برمودا وفلوريدا وبورتوريكو، حيث اختفت طائرتان تابعتان لشركة الخطوط الجوية البريطانية كانتا متجهتان إلى أميركا الجنوبية. عام 1979، انطلقت طائرة شحن تابعة لشركة فاريغ البرازيلية للخطوط الجوية من مطار طوكيو، واختفت من على شاشات الرادار بعد 30 دقيقة من إقلاعها وكان على متنها 153 لوحة يقدر ثمنها ب1.2 مليون دولار آنذاك. عام 2003، فقد أثر طائرة بوينغ 727 أميركية انطلقت من مطار لواندا بأنغولا، بعد دقائق من إقلاعها دون الحصول على إذن من برج المراقبة آنذاك، وما تزال الطائرة مفقودة منذ إقلاعها، وما تزال جهات عديدة بما فيها وكالة المخابرات الأميركية ووزارة الخارجية الأميركية وبعض الدول الإفريقية تحاول العثور على الطائرة، ولكن دون جدوى. عام 2009، سقطت طائرة الخطوط الفرنسية خلال الرحلة 447 التي كانت في طريقها من ريو دي جانيرو إلى باريس، ولم يعثر على أي أثر لحطامها قبل 5 أيام، واستغرق الأمر نحو عامين للعثور على الصندوقين الأسودين، اللذين وجدا على عمق 4000 متر. عام 2014، أقلعت الطائرة الماليزية من مطار كوالا لامبور، متجهة إلي بكين في رحلة مدتها 38 دقيقة، ولكن بعد 6 دقائق انحرفت عن مسارها واختفت فوق المحيط الهندي، ولم يكشف عن مصيرها حتى الآن مع ترجيح تحطمها دون العثور على شيء.