تحولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أداة لترويج الوعود على اختلاف مستوياتها في استغلال لهذه الأداة من أجل التقرب من المخزون المتواجد في العالم الافتراضي والمقدر بآلاف الأصوات “الهائمة" في مختلف المواقع. وسمحت جولة “البلاد" الإلكترونية، في عدد من صفحات الفيسبوك، الخاصة بمرشحين لتبوؤ المقاعد البلدية، بمعاينة سخونة الحملة “الافتراضية"، والتي انظلقت قبل الموعد الرسمي للحملة الميدانية، والملاحظة التي عدنا بها أن اجترار الوعود هو على نفس المستوى، سواء في العالم الواقعي أو في العالم الافتراضي، فمثلما يردد أصحاب “الهملة" بالبلديات النائية والكبيرة أحاديثهم عن خلق مناصب عمل بالملايين والقضاء على أزمة السكن المتفشية وتحويل قراهم وبلدياتهم إلى “كاليفورنيات" في التنمية المحلية، يروج مرشحو الفيسبوك الوعود نفسها وأكثر قليلا. وفي هذا الشأن تحدث مرشح “افتراضي" معروف أنه لا يغادر محل الإنترنت المتواحد قرب مسكنه، ووجد نفسه فجأة مرشحا في حزب جديد، بعد أن قدم ملفه من باب الفضول، ليقود حملته من ذات المحل، حيث “استهوته" طريقة تقديم الوعود، ليؤكد لمشتركي صفحته أنه سيعمل على جعل الإنترنت بالمجان من خلال فتح مقاه على حساب ميزانية البلدية لتكون في متناول جميع الشباب، داعيا إياهم إلى التصويت عليه بقوة لأنه حبيب جماهير الفسيبوك مثلما وصف نفسه. وأضاف المعني في أحد تدخلاته أنه سيمكن من يملكون أجهزة كومبيوتر وغير موصولين بالإنترنت من المفاتيح التي توفرها شبكات الاتصال، ولم ينس المتحدث طبعا نصيبه من الوعود الأخرى في الشغل والسكن وغيرها. إحدى صفحات الحملة الانتخابية لمترشح متعود على “اجترار" مقعد مجلسه البلدي، وبعد أن أحرق جميع أوراقه ببلديته النائية من خلال الوعود الكاذبة والتي ظل لعهدتين يقدمها للسكان، فضل هذه المرة التوجه إلى المخزون الافتراضي، حيث يحاول العودة من الفيسبوك، بعد أن زين صفحته بوعود أخرى، كان يرددها على مسمع السكان في الواقع، إلا أنه في انتخابات نوفمبر 2012 هرب من الواقع، ليسبح في عالم آخر على أمل العودة من جديد. المهم حسب متابعين للحملة الانتخابية في صفحات التواصل الاجتماعي، أن بعض مرشحي البلديات، ممن يعرفون تأثير هذه الأداة، يعملون على أكثر من قدم و«كلافي" لترويج أنفسهم في مختلف الصفحات لعل وعسى يجدون ضالتهم في العالم الافتراضي بعد أن فقدوها في العالم الحقيقي والواقعي.