كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن وزارة الدفاع اتخذت في أعقاب اجتماع موسع عقد مؤخرا بمقر الوزارة بين الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الجنرال عبد المالك قنايزية، ومسؤولي الأسلاك العسكرية مراجعة برامج ومنح التكوين في الخارج خاصة نحو البلدان التي تسجل معدلات مرتفعة في الإصابة بأنفلونزا الخنازير· وذكرت المصادر أن الاجتماع الذي حضره، إضافة إلى الجنرال أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الجنرال محمد بوسطيلة القائد العام للدرك الوطني الجنرال عبد الغاني هامل قائد الحرس الجمهروري، الجنرال مالك نسيب قائد القوات البحرية، الجنرال عبد القادر لوناس قائد القوات الجوية، المديرين المركزيين للصحة والتكوين· وتم بحث في هذا اللقاء رفيع المستوى الأول من نوعه منذ بداية الإعلان عن الوباء، تشخيص الوضع العام لانتشار فيروس (أتش 1 آن 1) وسبل الوقاية منه بناء على التقارير الدورية التي تصدرها المنظمة العالمية للصحة· وأفادت مصادر ''البلاد'' بأن سرعة انتشار المرض في البلدان التي ترتبط معها الجزائر باتفاقيات ثنائية للتعاون والتكوين العسكري أثارت انشغال القائمين على ضمان برامج التكوين لفائدة المنتسبين للجيش الوطني الشعبي· وفي هذا الصدد تم الاتفاق على تعليق كل التنقلات غير الضرورية لدفعات التكوين والوفود العسكرية نحو تلك البلدان مع الاحتفاظ بالحد الأدنى من إرسال الضباط المعنيين بدورات التكوين المسجلة· كما طرحت خلال الاجتماع عدة بدائل لضمان الرسكلة في البرامج العاجلة، ومن تلك الاقتراحات تم الاتفاق على جلب مكونين من الخارج في بعض التخصصات على غرار التكوين في النظام المعلوماتي ''رونيتال'' الخاص بمكافحة الجريمة المنظمة وهو النظام الذي شرعت فيه قيادة الدرك الوطني منذ سنة 2007، ومن المنتظر أن يدخل حيز التطبيق سنة 2010، حيث سيتم استقدام فريق مكونين من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سجلت إلى حد الآن 552 حالة وفاة حسب المركز الأمريكي لمراقبة والوقاية من الأمراض· وحسب المعطيات المتوفرة، فإن الولاياتالمتحدةفرنسا، روسيا، مصر، التشيك وبريطانيا تعتبر أكبر البلدان المعنية بمراجعة برامج التكوين العسكري· إلى ذلك، علمت ''البلاد'' أن وزارات الداخلية، الصحة والتعليم العالي تكون قد شرعت في اتخاذ تدابير وقائية من هذا الشأن حيث سيتم تقليص عدد المنح والتعليق المؤقت للمشاركة في المؤتمرات والملتقيات العلمية والطبية في البلدان المدرجة في الخانة الحمراء· وعلى صعيد متصل، أعلنت المنظمة العالمية للصحة أمس الأول عن وفاة ما لا يقل عن 2185 شخصا في العالم إلى غاية 23 أوت الجاري· وتأتي القارة الأمريكية حسب التقرير الدوري للمنظمة في صدارة القائمة ب1876 حالة وفاة وجنوب شرق آسيا ب203 حالات والقارة الأوروبية ب85 حالة على الأقل، فيما سجلت إفريقيا 11 حالة وفاة من مجموع 3843 إصابة· كما حذّرت المنظمة من خطورة تفاقم الوباء ابتداء من شهر أكتوبر داعية بلدان المعمورة إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والوقاية من الوباء·