غرقت تلمسان طيلة يوم الثلاثاء في أمطار الخريف التي رهنتها، بسبب المشاريع المغشوشة والتهاون في الصيانة وغياب المراقبة، فقد أدى فيضان الأودية إلى توقف حركة المرور من تلمسان نحو ولايتي وهران وعين تموشنت، بعد أن بلغ مستوى المياه نحو متر على مستوى الطريق الوطني رقم 22 في شقه الرابط بين الحنايا والرمشي. كما توقفت الحركة على مستوى الطريق الوطني رقم 22 في شقه الرابط بين سبدو والنعامة وفي شقه الرابط بين شتوان وابي تشفين. كما توقفت على مستوى الطريق الوطني رقم 7 بين تلمسان وعين فزة. وفي نفس السياق، قال مسؤول الإعلام بالحماية المدنية في تصريح ل "البلاد"، إنه من الصعب حصر الخسائر، فهنالك 5 أودية تعرف فيضانا لمياهها. كما أن المياه غمرت سكنات بمدينة تلمسان والرمشي وبن سكران وسبدو ومغنية. في نفس السياق، عرفت مدينة سبدو انهيار منزلين إثنين صباح أمس دون خسائر بشرية وانهيار نحو 10 منازل بمدينة تلمسان من السكنات القديمة. كما عرفت قرية ماقورة الحدودية فيضان واديها بالقرب من الحدود مع المغرب، حيث جرفت مياهه كافة المحاصيل الفلاحية والأشجار المغروسة بجواره. .. وكارثة في قطاع التربية أما الأخطر فهو وضعية المدارس والمؤسسات التعليمية، حيث شن أساتذة متوسطة ديب محمد بسدو إضرابا عن العمل، بسبب مخاطر التدريس في ظل وجود أسقف تتسرب منها المياه واستحالة التدريس في أقسام تغمرها المياه دون أن تتحرك السلطات المعنية لتهيئتها، رغم الوفرة المالية والنفقات التي تصرف في مجالات ثانوية. وفي بيان وقعه الأساتذة أشاروا إلى أن هذه المتوسطة تعرف تسربات كلما تساقطت الأمطار، إضافة إلى الانقطاعات الكهربائية وغياب التدفئة وقد أغلقت المؤسسة أبوابها أمس نتيجة الإضراب. في سياق متصل، تعرف مدرسة بن باديس الابتدائية انعداما للتدفئة بعدما جردت مديرية التربية تلك المؤسسة من المدافئ التي تشتغل بالمازوت وتعويضها بمدافئ تشتغل بالغاز الطبيعي دون أن تقوم البلدية بعملية ربط المدرسة العتيقة بشبكة الغاز، رغم وجودها في قلب المدينة وهو ما دفع بالعديد من الأولياء إلى إعادة أبنائهم إلى منازلهم ونتيجة لنفس الأوضاع أغلقت العديد من المدارس أبوابها بوسط مدينة تلمسان وفي مناطق متفرقة بالولاية، ما يؤكد أن كل الأموال التي أنفقتها مديرية التربية كانت تصب في غير مصلحة التلاميذ والمؤسسات. ب. عبد السلام