دعا عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ممثلي الكنائس المنسحبين من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور إلى العودة إلى الجمعية. وقال البر، في تصريحات لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، خلال تواجده في الكاتدرائية المرقسية لحضور حفل تنصيب البابا تواضروس الثاني اليوم، إنه “حضر نيابة عن المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع؛ لتقديم التهاني إلى الأشقاء الأقباط الذين نحبهم ونعتز بهم”، مضيفا “انسحاب ممثلي الكنيسة من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور كان قرارًا متسرعًا، وعلى ممثلي الكنائس العدول عنه”. وأشار إلى أن جماعة الإخوان انزعجت بشدة من “انسحاب ممثلي الكنائس فجأة”، معتبرًا أن هذا الانسحاب “غير مبرر”. واعتبر أن كل الخلافات بين أعضاء الجمعية التأسيسية “تمكن مناقشتها والحوار بشأنها من أجل التوصل إلى دستور توافقي يمثل مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة”. وقال “الشقاقات سيدفع ثمنها الجميع، والانسحاب ليس حلاً، ولكنه يزيد الأمر احتقانًا، والحوار هو الحل المجدي”. وأعلن البر عن رفضه أي دور سياسي للكنيسة في الفترة المقبلة، معتبرًا أن على بابا الأقباط أن يكون راعيًا روحيًا للأقباط فقط، ولا يتدخل في الشأن السياسي، على حد قوله. وأعلن ممثلو الكنائس المصرية، الخميس الماضي، عن انسحابهم من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور؛ بسبب اعتراضهم على بنود عدة في مسودة الدستور المقترح، أبرزها رفض تفسير مادة مبادئ الشريعة بدعوى تحويل مصر إلى دولة دينية، بحسب ما ذكر مصدر كنسي مطلع في وقت سابق لمراسل الأناضول. من ناحية أخرى، سلم الأنبا باخوميوس، قائم مقام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية أمس، عصا الرعاية إلى البابا تواضروس الثاني في حفل تنصيب كبير في الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة. وأقيم حفل تنصيب البابا الجديد بعد يوم من قيام الكنائس المصرية الرئيسية الثلاث بسحب ممثليها في جمعية تأسيسية تكتب مسودة دستور جديد لمصر التي تمر باضطراب سياسي منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية شارك فيها نشطاء مسيحيون مطلع العام الماضي وباركتها الكنيسة بعد نجاحها. ولم يحضر الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حفل التنصيب وسط مخاوف مسيحيين من تهميشهم وتعرضهم لمضايقات “متشددين” في عهده، لكنه قال إنه رئيس لكل المصريين وإنه سيحافظ على مصالح الجميع. وحضر حفل التنصيب رئيس مجلس الوزراء، هشام قنديل، ورموز “إخوانية” وعدد من الوزراء ومئات الشخصيات العامة المصرية وضيوف أجانب بارزون.