أعلن مساء الأربعاء في القاهرة عن التوصل إلى اتفاق للتهدئة في قطاع غزة برعاية مصرية، بعد ثمانية أيام من الغارات الإسرائيلية على القطاع والتي أدت إلى استشهاد نحو 150 فلسطينيا، ورد المقاومة الفلسطينية بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو مساء اليوم في القاهرة إنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإعادة الهدوء إلى قطاع غزة، يدخل حيز التنفيذ في الساعة التاسعة من مساء الاربعاء بتوقيت القاهرة (السابعة بتوقيت غرينتش). وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الاتفاق تم برعاية مصرية، كما ثمن دور الجامعة العربية وتركيا وقطر والأمم المتحدة في التوصل إلى هذا الاتفاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية. وقال الوزير المصري إنه ستتم متابعة هذه التفاهمات التي تم التوصل إليها، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. ويتضمن الاتفاق بندين يتعلق الأول باتفاق وقف إطلاق النار، بينما يحدد الثاني آليات تنفيذه. و ينص في بنده الأول على وقف كل الأعمال العدوانية على غزة، بما فيها عمليات الاجتياح واستهداف الأشخاص. كما ينص الاتفاق على فتح المعابر وتسهيل عبور الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان في المناطق الحدودية، لكنه لم يتضمن تنصيصا واضحا على رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. وقد أعربت وزيرة الخارجية الأميركية عن ترحيب بلادها بهذا الاتفاق الذي ينص على وقف إطلاق النار في غزة، ووقف إطلاق صواريخ المقاومة على إسرائيل. وقالت كلينتون -التي وصلت القاهرة قادمة من تل أبيب- إنه يجب التركيز الآن على سبل دعم الاستقرار في المنطقة وتحقيق تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضافت أن واشنطن ستعمل خلال الأيام القادمة مع شركائها في المنطقة على تحسين أوضاع الفلسطينيين في قطاع غزة، وكذلك على توفير الأمن للإسرائيليين. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم باستعداده لمنح فرصة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه. وأضاف البيان أن نتنياهو “وافق على إعطاء فرصة للاقتراح المصري وقف إطلاق النار من أجل استقرار الوضع وعودة الهدوء، قبل أن يصبح من الضروري القيام بتحرك قوي آخر” حسب البيان. وكان نتنياهو قال لكلينتون خلال زيارتها تل أبيب “إذا أمكن التوصل إلى حل طويل الأمد بالوسائل الدبلوماسية فأنا أفضل ذلك، ولكن إذا لم يحصل ذلك فأنا على ثقة بأنكم ستتفهمون أن إسرائيل ستتخذ كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن شعبها”. واكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في مؤتمر صحفي من القاهرة ان ما جرى هزيمة تكتيكية لاسرائيل ومحطة في طريق الهزائم واول الغيث قطرة واسرائيل منهزمة لا محالة. واكد ان مصر تفهمت مطالب المقاومة والشعب الفلسطيني وقامت بمسؤولية تشكر عليها بروح موضوعية ولم تنس وجهها العربي الاسلامي القومي الاصيل وكانت النتيجة التي رايتموها. واضاف: مصر لا باعت المقاومة ولا ضغطت كما البعض يتكلم. وكشف مشعل ان ”اسرائيل” ارادت وقف النار بشكل متزامن فقط وقالت ان المطالب التي قدمناها تناقش لاحقا فرفضنا هذا الكلام واصررنا على وقف القتل والاغتيال ووقف الاجتياحات من البر والبحر والجو وتكلمنا عن المعابر وحركة الافراد والبضائع وكله ثبت في الوثيقة، وبعد 24 ساعة من وقف النار يبدأ البحث في كيفية تنفيذ مطالب الشعب الفلسطيني حتى يرفع عن غزة القتل ويرفع عنها الحصار. واشار الى انه بعد ثمانية ايام كفّ الله ايدي الاسرائيليين عن غزة مجبرين مضطرين وخضعوا لشروط المقاومة مضيفا ان سلاحنا كان من غزة ومن ايران. من جهته اكد الامين العام الحركة الجهاد الاسلامي رمضان عبد الله شلح في المؤتمر الصحفي نفسه ان ما حدث فشل ذريع واستثنائي في تاريخ الكيان الصهيوني والمقاومة تتكلم من منطق قوة واضاف: نقول للعدو اننا ملتزمون بقدر ما تلتزمون. وتابع : كان التحيز الاميركي بلا حدود لاسرائيل في العدوان، مشيرا الى ان شعبا يملك ارادة اقوى من الفولاذ لا يمكن ان ينكسر بأي سلاح اميركي واي انحياز ضد شعبنا. واشار الى اننا نملك مقاومة قوية لكل فلسطين لكننا نلك شعبا اقوى وامة اقوى ومصر اقوى.