أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، أمس، حكما بالإعدام في حق زوجين تورطا في جريمة قتل راح ضحيتها صاحب محل مجوهرات، كان يزاول نشاطه ببلدية بن مهيدي بولاية الطارف، والذي تم الاعتداء عليه باستعمال مطرقة داخل محله، من أجل السطو على كمية من المصوغات الذهبية كانت معروضة في الواجهة الزجاجية لورشته. حيثيات القضية تعود إلى 09 جويلية 2011، عندما خطط زوج يبلغ من العمر 41 سنة لجريمة الاعتداء على صائغي داخل محله، حيث استعان بزوجته لتنفيذ هذه الجريمة، وقد توجها سويا إلى الدكان الكائن بوسط مدينة بن مهيدي، وتظاهرا بأنهما يريدان شراء مصوغات وحلي، لا سيما وأن الزوجة البالغة من العمر 33 سنة أبدت إعجابها بالمصوغات التي كانت معروضة في واجهة المحل، لكن ما إن توجه “الصائغي” لإحضار المجوهرات المطلوبة أخرج الجاني مطرقة كانت مخبأة في حقيبة زوجته، وانهال على صاحب المحل بضربة على مستوى مقدمة الرأس، أسقطته أرضا، وتركته مغشيا عليه، في الوقت الذي سارعت فيه زوجة الجاني إلى غلق البوابة الخارجية للورشة، من أجل السماح لزوجها بجمع كمية من الحلي والمجوهرات بعيدا عن الأنظار، لكن الصدفة شاءت أن يكشف أمر هذه الجريمة من طرف إمرأة كانت متوجهة إلى المحل الذي اقترفت فيه الجريمة، بنية استلام مجوهراتها التي كانت قد طلبتها من أحد أصدقاء الضحية، حيث اصطدمت بصورة بشعة شاهدتها عبر الزجاج الخارجي للورشة، على اعتبار أن الجاني كان بصدد جر جثة المجوهراتي إلى المقصورة الداخلية، وهو ما جعل الزبونة تصرخ بأعلى صوتها طالبة نجدة الجيران، وذلك من هول الصدمة. هذا وقد تدخل مجوهراتي ثان يزاول نشاطه في نفس الحي بمجرد سماعه صراخ إمرأة، وقد وجد بوابة الدكان مغلوقة، لكنه تمكن من اقتحامها بعدما لجأ إلى كسر الزجاج الخارجي، حيث وجد الجاني منشغلا بجمع المجوهرات، فسارع إلى محاصرته وتهديده، لكن مقترف الجريمة تمكن من الفرار إلى خارج المحل، بينما ظلت زوجته محتجزة في مسرح الجريمة من طرف الجيران الذين قصدوا الدكان، لتشهد شوارع بلدية بن مهيدي إثرها عملية مطاردة على طريقة الأفلام البوليسية وراء الجاني من طرف المجوهراتي صديق الضحية، قبل أن يدخل عشرات المواطنين في هذه العملية، لينجحوا في إلقاء القبض عليه وتوقيفه على مستوى سوق الخضر والفواكه، حيث إنهالوا عليه ضربا، قبل أن يقدموا على تكبيله، وتسليمه إلى مصالح أمن الدائرة، التي تدخلت وأوقفت الجاني وزوجته، مع فتحتها تحقيقا ميدانيا إستعجاليا في الحادثة. بينما تدخلت وحدات الحماية المدنية على جناح السرعة ونقلت الضحية إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى إبن رشد الجامعي، لأن الصائغي لم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعين المكان، وقد وضع تحت العناية الطبية المركزة، لكنه توفي بعد 48 ساعة من بقائه في مصلحة الإنعاش، وذلك بالنظر إلى خطورة الجروح التي تعرض لها على مستوى الرأس. خلال جلسة المحاكمة حاولت زوجة المتهم الرئيسي التنصل من مسؤوليتها في الجريمة، وأكدت أنها لم تكن تعلم أن زوجها خطط لقتل المجوهراتي من أجل السطو على الحلي والمصوغات الذهبية، لكن ممثل الحق العام واجهها بإقدامها على غلق الباب الخارجي للدكان، لتلتمس النيابة العامة عقوبة الإعدام في حق الزوجين، وهي الالتماسات التي ايدتها هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية، وذلك بإدانة الزوجين بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.