سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طالب بالتدابير ذاتها التي استفاد منها حسان حطاب :بلمختار يدخل في هدنة مع الجيش تمهيدا لتسليم نفسه ضغوط الأسرة، الخلاف على القيادة والضربة العسكرية المرتقبة.. أسباب دفعته لاتخاذ القرار
أوردت مصادر إعلامية، أمس، أن أمير الجماعة السلفية بصحراء الساحل، الإرهابي مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس، المشهور لدى الأوساط الأمنية والإعلامية باسم ''لعور''، قد حصل على ضمانات من الدولة تؤكد له الاستفادة من تدابير الهدنة نفسها التي استفاد منها زعيمه السابق حسان حطاب، الذي يسعى حاليا لإقناع عناصر التنظيم المسلح بالتخلي عن ممارسة النشاط الإرهابي. وحسب جريدة ''الشرق الأوسط'' التي قالت إنها نقلت الخبر عن مصدر أمني جزائري، فإن بلمختار بصدد التحضير لتسليم نفسه رفقة اثنين من أتباعه المقربين، وقالت إن هذا الأخير يوجد حاليا فيما يشبه ''هدنة'' غير معلنة بمنطقة ''تيغارغار'' على الحدود بين الجزائر ومالي، بعد أن غادر أمير منطقة الصحراء في التنظيم الإرهابي أصهاره بقبيلة ''البرابشة'' الترقية منذ أسبوع، بناء على اتفاق جرى بينه وبين الأجهزة الأمنية، عن طريق وساطة قادها شقيقه أحمد. وذكرت الصحيفة وفقا لمصادرها أن ''تسليم المختار لنفسه هي مسألة أيام فقط''، حيث يوجد برفقته في موقع ''الهدنة'' مسلحان آخران، أحدهما يكنى بلال والثاني يسمى عبد الجبار فارس، التحق كلاهما بالجماعات الإرهابية في الصحراء الكبرى سنة 2002، بإيعاز من بلمختار الذي تصفه أجهزة الأمن بأنه حلقة الربط بين تجار السلاح بالمنطقة العابرة للساحل، وقيادة التنظيم الإرهابي الناشطة في ولايات الشمال تحت إمرة الإرهابي عبد المالك دروكدال المكنى أبو مصعب عبد الودود. وحسب المصدر الإعلامي ذاته، فقد اشترط بلمختار، الذي يبلغ من العمر 38 سنة، على أجهزة الأمن التي تتواصل معه عن طريق وسطاء منذ سنة 2006الاستفادة من تدابير تهدئة ''خاصة'' شبيهة بتلك التي استفاد منها حسان حطاب الزعيم الأسبق للجماعة السلفية للدعوة والقتال، التي غيرت تسميتها في عهد دروكدال إلى ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''. تجدر الإشارة إلى أن الإرهابي خالد أبي العباس سبق وأن أعلن تطليقه للعمل المسلح في مرات عديدة بضغط من عائلته وترك العمل الإرهابي، حيث دخل في هدنة غير معلنة نهاية 2006بسبب نشوب خلاف حاد بينه كقائد ''لكتيبة الملثمين''ص وأمير للمنطقة التاسعة، وبين عبد الحميد أبوزيد وهو رأس أتباع عبد الرزاق البارا من بقايا ''كتيبة طارق بن زياد''، إلى جانب ميل المختار للاستفادة من تدابير المصالحة حيث تمكنت أسرته المقيمة بمتليلي في ولاية غرداية خلال فترة معينة، من إقناعه بأن نهج العمل المسلح الذي انخرط فيه سنة 1992يقود إلى طريق مسدود، وأن ميثاق المصالحة فرصة لا تعوض بالنسبة إليه، طالما أنه سيستفيد من إبطال كل أشكال المتابعة القضائية التي تلاحقه. إلا أن هذا الأخير استأنف العمل المسلح، وتأكدت أجهزة الأمن التي تراقب نشاط الإرهاب في الصحراء الكبرى من ذلك، حيث سجل رجوعه باختطاف الدبلوماسيين الكنديين السنة الماضية، إلى جانب تنفيذه عمليات إرهابية في الصحراء راح ضحيتها بعض عناصر الأجهزة الأمنية وقوات الجيش. ويعزو كثير من المراقبين لنشاط الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء الكبرى، أسباب رغبة بلمختار في التوصل لصيغة حل نهائية حيال وضعه الحالي مع الأجهزة الأمنية والقضائية في هذا الوقت تحديدا، إلى الحديث المتداولة هذه الأيام في الأوساط غير الرسمية عن التحضير لعملية عسكرية مشتركة بين جيوش دول الساحل ضد القواعد الخلفية للتنظيم الإرهابي المتواجدة في منطقة الصحراء، وهي العملية التي جرى الاتفاق عليها بين قيادات جيوش دول المنطقة ورؤساء دولها خلال اجتماعات ولقاءات تنسيقية وتعاونية، كان آخرها لقاء تمنراست الذي لم تحضره ليبيا .