تتوقع الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، حدوث تغييرات جذرية على الساحة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة سنة 2014، مشيرة إلى أنه من “المستحيل أن تبقى الأمور على ما هي عليه بعد الرئاسيات" وتتجلى مظاهر هذه التغييرات التي حسب رأيها “هي احتمالات يجب الاستعداد لها من الآن"، في نهاية عهدة النواب الحاليين. واعتبرت حنون أمس بزرالدة، في كلمة ألقتها خلال إشرافها على افتتاح أشغال الندوة الوطنية للمنتخبين" التي هي عبارة عن ندوة تكوينية للمنتخبين الجدد خاصة، أن سنة 2013 ستكون سنة كل المخاطر وبلدنا في مفتقر الطرق نظرا لانتشار الفساد وتزايد الأطماع الأجنبية والمافيا وخاصة بعد مصادقة مجلس الأمن على لائحة التعجيل بالتدخل العسكري في مالي أمس"، مضيفة في هذا الخصوص أن كل الدول التي شهدت مسارات خطيرة خلال السنوات الأخيرة، كانت بسبب التدخلات الأجنبية وضغوطات المافيا وأصحاب المصالح خاصة فيما يتعلق بمسألة تعديلات الدستور، إذ تضغط تلك الأطراف على الدول ليكون على مقاسها، محذّرة من وقوع هذا السيناريو في الجزائر التي هي على مشارف تعديل الدستور خلال سنة 2013، وقالت في هذا الشأن “تعديل الدستور حسب ما أكده لنا الوزير الأول عبد المالك سلال سوف لن يمس أهم المواد على غرار المادتين 17 و13، بل سيتم إدراج فيه أحكام جديدة لتعزيز المسار الديمقراطي"، وليتم نجاح ذلك وباعتبار “سنة 2013 سوف تكون مفصلية" حسب قول الأمينة العامة لحزب العمال يستدعي الوضع “تحصين الأمة وذلك من خلال مراجعة تنفيذ القائمة الانتخابية والتسجيلات المسجلة للتزوير في المحليات والتشريعيات، وكذا مراجعة قانون الانتخابات وقانون البلدية والولاية، وكل القوانين التي جاءت في إطار مسار الإصلاحات التي أفشلها نواب الأفلان والأرندي خلال العهدة التشريعية الحالية" وفق ما أكدته حنون، والتي أشارت في هذا السياق إلى أنه من “المحتمل أن عهدة النواب الحاليين سوف تنتهي بعد الرئاسيات، أي أن عهدتهم سوف لن تتجاوز السنتين قبل هذا الموعد الهام، وقد تكون هناك انتخابات تشريعية جديدة، وبالتالي سيكون هناك تحوّل"، قبل أن تُشدد وتدّق ناقوس الخطر في حال عدم أخذ هذه الإجراءات لتحذّر أنه إذا وقع عكس هذا “فالانتخابات الرئاسية ستكون مناسبة لاستحواذ قطاع المال الذي قد يكون المترشحون منه كُثر"، داعية مناضلي حزبها “للتحضير والاستعداد لكل هذه الاحتمالات لمواجهتها". من جهة ثانية، وصفت لويزة حنون 910 منتخبين جدد أسفرت عنهم نتائج محليات 29 نوفمبر “بالقوة السياسية نظرا لطبيعة ونوعية المنتخبين" الذين قالت عنهم “ليسوا تاع الشكارة أو أننا التقطناهم من هنا وهناك" مشيرة إلى بعض الأحزاب الجديدة التي اعتبرتها بدون “ماض" وقالت إنه “من ليس له ماض ليس له مستقبل". وأعطت حنون تعليمات لمنتخبيها الجدد بضرورة “تسطير أهداف وخوض معارك لتحسين مرافق الخدمات العمومية وتكريس النشاط الاجتماعي والتضامن والتنمية والنضال لخلق مناصب عمل. كما أوصتهم بضرورة معرفة بلدياتهم “دارا بدار وحيّا بحيّ" وأن يخرجوا للميدان ويعرفهم المواطن ويلتقي بهم ويقترب من انشغالاتهم، وأن يناضلوا لترسيم العمال المؤقتين وإنشاء المؤسسات، مقترحة ضرورة “إنشاء تجمعات لرؤساء البلديات للتضامن فيما بين البلديات ليشكلوا قوة صنع القرار والدفاع عن انشغالات ومشاريع التنمية في بلدياتهم"، كما تطرقت حنون إلى مسألة تجديد أعضاء مجلس الأمة وشروط ومعايير الاختيار. تجدر الإشارة إلى أن الندوة الوطنية لمنتخبي حزب العمال جرى خلالها تقديم عرض حول قانون البلدية، وكذا عرض تجارب التسيير في البلديات والمجالس الولائية، ليُفتح نقاش حول مختلف المسائل والأمور التي تتعلق بموعد انتخابات مجلس الأمة. حنون: لا يوجد تقارب في الرؤى بين الجزائر وفرنسا" من جهة أخرى أكدت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أمس، أن الجزائر وفرنسا لا يتقاسمان نفس المواقف أبدا. وأوضحت أمس، خلال ندوة وطنية جمعت منتخبي الحزب بزرالدة، أن "فرانسوا هولاند خلال زيارته للجزائر حاول إقناعنا بوجود تقارب في الرؤى بين البلدين، لكن ذلك غير صحيح"، وأضافت في هذا الصدد أن "الدليل على ذلك هو القرار الذي اتخذّه مجلس الأمن الذي يقضي بالتعجيل بالتدخل العسكري في مالي وكان ذلك بمبادرة فرنسية"، مشيرة إلى الموقف الأمريكي الذي "هو الآخر لا يتوافق مع الموقف الجزائري" حسبها وكل هذه الدول تريد من الجزائر "التمويل المادي لهذه الحرب بواسطة استعمال احتياطي الصرف الذي تتوفر عليه الجزائر".