دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمام رؤساء الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى سن قانون يمنع منعا باتا دفع فدية للجماعات الإرهابية مقابل إطلاق سراح الرهائن· قال الرئيس بوتفليقة خلال تدخله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء المنصرم، ''إننا ندعو لسن إجراءات تضفي مزيدا من الصرامة والتشديد على العلاقات الدولية الخاصة بمحاربة تمويل الإرهاب على وجه الخصوص من خلال المنع التام لدفع الفدية لمختطفي الرهائن''· وأضاف الرئيس بوتفليقة أن الرضوخ لمطالب العناصر الإرهابية ''أخذ خلال السنوات الأخيرة أبعادا مخيفة سيما بعد أن ثبت أن مبالغ الفدية هذه أصبحت المصدر الرئيس لتمويل الإرهاب''· وأشار الرئيس إلى تبني الاتحاد الإفريقي لفكرة منع تقديم الفدية للتنظيمات الإرهابية مقابل إطلاق سراح المختطفين، وقال ''لقد تبنى الاتحاد الإفريقي هذا المنع ووجّه نداء إلى الأممالمتحدة لتسارع إلى المشاركة في إضفاء الطابع العالمي عليه وتجسيده في صورة وإطار يكونان في مستوى التهديد الذي تشكله الظاهرة هذه لأمن الأشخاص ولاستقرار بلداننا ''·وتحدث رئيس الجمهورية عن قضية نزع السلاح والحد من انتشار الأسلحة النووية وقال إن ''الأهداف الرئيسة المتمثلة في نزع السلاح والحد من انتشار الأسلحة ما تزال رهينة لسياسة الكيل بمكيالين ولممارسات التمييز وعدم احترام الالتزامات المتخذة من قبل بعض القوى النووية على الخصوص· وفي خضم تدخله هذا، تحدث الرئيس بوتفليقة عن مسألة استخدام قضايا انتهاك حقوق الإنسان لأغراض سياسية، مشيرا إلى أن مثل هذه القضايا تثير شكوكا على خلفية تسييسها· وأكد بوتفليقة أن مسألة حقوق الإنسان كانت محل مقاربات انتقائية، الأمر الذي يرمي بالشبهة والريبة مبادرات تحدوها بالتأكيد إرادة صادقة في ضمان احترام الكرامة الإنسانية· وفي سياق حديثه عن التعاون الدولي في مجال محاربة الإرهاب، أشار الرئيس إلى أن ''الجزائر تؤيد بشكل كلي إستراتيجية محاربة الإرهاب وهي ترى أن المدة القانونية الهامة هذه تحتاج إلى دعم بتبني مشروع الاتفاقية الشاملة التي طال انتظارها''، ''كما أن الجزائر على يقين من ضرورة التكييف الدائم لوسائل الرد على هذا التهديد الخطير والخبيث'' · وجدّد بوتفليقة في سياق آخر دعم الجزائر لقضية الصحراء الغربية· وأشار إلى الأهمية التي توليها الجزائر لحق الشعوب في تقرير مصيرها والجهود التي تبذلها في سبيل التوصل إلى حل ''عادل ودائم'' للنزاع في الصحراء الغربية وأكد بوتفليقة على أن الأممالمتحدة بإمكانها أن تعول على دعم الجزائر ''الكامل والصادق'' في أية مبادرة تندرج ضمن مسار تسوية هذا النزاع· وجدد الرئيس أيضا مساندة الجزائر للأمين العام الأممي ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس ''في جهودهما الرامية الى ترقية حل يتيح للشعب الصحراوي ممارسة حقه الثابت في تقرير مصيره بكل حرية''· وبخصوص الأزمة الاقتصادية الدولية أكد الرئيس أن المسألة ليست ظرفية مما يستوجب على المجموعات الدولية أن تقدر مدى خطورة الوضع في ظل الممارسات المالية الغامضة والجائرة غير النزيهة المفروضة على بقية بلدان العالم باسم حرية''·