دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، المجموعة الدولية إلى التسريع في بلورة مشروع اتفاقية للتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، مع ضرورة التكييف الدائم لوسائل الرد على هذا التهديد، مؤكدا تأييد الجزائر الكلي لاستراتيجية محاربة الإرهاب، وطالب من خلال كلمته التي ألقاها أثناء الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة اليوم الأربعاء بنيويورك، بإجراءات تضفي مزيدا من الصرامة والتشديد على العدة الدولية الخاصة بمحاربة تمويل الإرهاب على وجه الخصوص، من خلال المنع التام لدفع الفدية لمختطفي الرهائن، خاصة بعد تبني قمة الاتحاد الإفريقي لهذا المطلب، وهو الأمر الذي أخذ خلال السنوات الأخيرة أبعادا مخيفة، لاسيما بعد أن ثبت أن مبالغ الفدية هذه أصبحت المصدر الرئيسي لتمويل الإرهاب· وتكلم رئيس الجمهورية عن الانشغالات الرئيسية للمجموعة الدولية، وخاصة نزع السلاح والحد من انتشار الأسلحة النووية، التي ما تزال رهينة لسياسة الكيل بمكيالين، ولممارسات التمييز وعدم احترام الالتزامات المتخذة من قبل بعض القوى النووية على الخصوص· وأشار بوتفليقة إلى مساندة الجزائر للشعب الصحراوي في تقرير مصيره، قائلا ''ما من أحد يجهل الأهمية التي نوليها لحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولا الجهود التي نبذلها في سبيل التوصل إلى حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية'' ، مضيفا ''أنه بإمكان منظمة الأممالمتحدة أن تعول على الدوام على الدعم الكامل والصادق للجزائر في أية مبادرة تندرج ضمن مسار تسوية هذا النزاع، في إطار ما تضطلع به من مسؤوليات في مسألة الصحراء الغربية، وجدد مساندة الجزائر للأمين العام ولمبعوثه الشخصي، السيد كريستوفر روس في جهودهما الرامية إلى ترقية حل يتيح للشعب الصحراوي، وممارسة حقه الثابت في تقرير مصيره بكل حرية· كما دعا الرئيس إلى وضع حد للممارسات المالية والتجارية الغامضة والجائرة وغير النزيهة المفروضة على بقية بلدان العالم باسم حرية التبادل وفعاليته التي لا تحتمل أخذا ولا ردا، وأوضح أنه بات من المستعجل بالنسبة للمجموعة الدولية، أن تقدر خطورة الممارسات هذه باعتبارها تهديدات كبرى للسلم والاستقرار في العالم، وتقابلها بالرد المواتي، وقال إن نقص الانسجام في المسعى المعتمد لمواجهة الأزمة المالية يتجلى من بين ما يتجلى في المعاملة غير العادلة التي تعامل بها البلدان النامية، ذلك أنه لا يجوز تحميل بلدان النصف الجنوبي من المعمورة عبء الأزمة، بينما هي ليست مسؤولة عنها بل إنه يجب عكس ذلك مساعدتها على مواجهتها· وكان لرئيس الجمهورية لقاء مع الرئيس الإيراني، والرئيس الروسي، وأجرى محادثات هامة مع رؤساء الدول خاصة مع الرئيس الامريكي، باراك أوباما ''· وأشار وزير الشؤون الخارجية إلى أن المحادثات بين رئيسي الدولتين تناولت قضايا تتعلق بالتغيرات المناخية· وعقب ذلك، توجه رئيس الجمهورية أمس إلى فنزويلا للمشاركة في أشغال القمة الثانية إفريقيا - أمريكا الجنوبية التي تنتهي غدا في جزيرة مارغريتا، وأوضحت وكالة الأنباء الجزائرية أن هذه القمة ستستعرض للتقدم المسجل في الشراكة التي تم إطلاقها بأبوجا سنة 2006 بين المجموعتين إلى جانب دراسة السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزها''· وأضافت أن ''أشغال هذه القمة ستتوج بالمصادقة على إعلان ومخطط عمل يشملان مختلف مجالات التعاون بما في ذلك تنسيق المواقف فيما يخص مسألة الحكامة العالمية والتعاون في مجال الأمن الغذائي، ومواجهة التغيرات المناخية والتجارة والاستثمار·