أثارت الزيادة الأخيرة التي عرفتها أسعار النقل بشتى أنواعه في الشلف موجة غضب واسعة وردود فعل قوية في أوساط المسافرين. وكانت أولى ردود فعل الحركة الاحتجاجية التي شنها صباح أمس سكان مدينة الشلف على بعد7 كلم شمال عاصمة الولاية، بقطع الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين الشطية وتنس الساحلية لمدة فاقت خمس ساعات، حيث احتشد العشرات من الغاضبين على ارتفاع أسعار النقل الحضري في عرض الطريق المذكور، وقاموا بإضرام النيران في العجلات المطاطية ووضع جذوع الأشجار، كما منعوا المارة من استعماله وطالبوا بحضور والي الشلف لإرغام الناقلين على العدول عن خيار الزيادة الفاحشة في أسعار النقل الحضري التي بدت باهظة وأنها تضر بالقدرة الشرائية في الصميم للمواطنين المعنيين بحركة النقل. وصرح بعض الناقمين على شبكة الأسعار الجديدة للنقل بأن الوضع لا يبعث على الارتياح وأن العشرات من المواطنين رفضوا الزيادات التي جاءت تحت مبرر تغطية ازدياد التكاليف. المتظاهرون حاولوا لفت انتباه السلطات المحلية لدفعها إلى اتخاذ قرارات جريئة لمنع الزيادة وإيجاد منافذ سريعة لأزمة الأسعار الجديدة التي رفض المحتجون التجاوب معها والتي دخلت حيز التنفيذ منذ أسبوع في الولاية. وقال أحد المتظاهرين إن الناقلين الخواص ضاعفوا التسعيرة من 15دج إلى 30 دج بالنسبة إلى الخط الحضري الرابط بين عاصمة الولاية ومدينة الشطية على مسافة 6 كلم فقط. مصالح الأمن سارعت إلى التنقل إلى عين المكان وتحاوروا مع المحتجين ودعتهم للتعقل وضبط النفس من أجل إخلاء الطريق الوطني لكونه شريانا رئيسيا بين الشمال الشريط الساحلي للولاية. في السياق ذاته رفض سكان بعض الأحياء الشمالية لمدينة الشلف ركوب عربات النقل الحضري واكتفوا بقطع مسافات لا تقل عن أربعة كلم مشيا على الأقدام. كما نجا بعض الناقلين من أعمال تخريب حاول بعض الشبان في الأحياء الجنوبية لعاصمة الولاية القيام بها احتجاجا على الزيادة الباهظة لأسعار النقل. كما وجه بعض المسافرين أصابع الاتهام إلى نقابة سيارات الأجرة التي رفعت تسعيرة النقل دون مراعاة قانون الزيادة التي يفرضها في حالة جاوز المسافة 30 كلم.