لطفي .ص كان رشيد مخلوفي الذي يعتبره الكثيرون أحسن لاعب في تاريخ الكرة الجزائرية بتواضعه المعهود ضيفا على جريدة "البلاد" والتي فتحت له الفرصة من أجل الحديث عن الكثير من المواضيع التي تشغل بال اللاعب السابق في فريق جبهة التحرير الوطني لا سيما بدايات هذا المنتخب والذكريات الجميلة التي جمعته مع المؤسسين العشرة لفريق جبهة التحرير وصولا إلى واقع الكرة الجزائرية الذي أصبح غريبا على اللاعب السابق لسانتيتيان الفرنسي الذي تألم كثيرا للواقع الذي أصبح يميز الكرة الجزائرية خاصة أن المنتخب الوطني الحالي أصبح يرتكز بالدرجة الأولى على اللاعبين المكونين خارج البلاد عكس ما كان عليه في سنوات الثمانينات وهو المنتخب الذي رأى النور بعد عمل كبير من القاعدة كما تحدث رشيد مخلوفي أيضا عن واقع العلاقة التي تجمعه بمحمد روراوة والتي وصفها المعني بالفاترة. المنتخب أصبح يجلب لاعبين استنادا لتقارير من "ليكيب" الفرنسية والفاف أهملت التكوين وعبر رشيد مخلوفي عن استيائه الكبير للوضعية التي أصبحت عليه الكرة الجزائرية، حيث همش التكوين وأصبح له حيز صغير جدا مقارنة بما كان عليه الحال في سنوات ماضية مشيرا في نفس السياق إلى أن المنتخب الجزائري أصبح ينتدب لاعبين من البطولات الأوروبية استنادا لتقارير من جريدة " ليكيب" الفرنسية وغاب التكوين والاعتماد على الطاقات الجزائرية التي كانت تصنع قوة الكرة الجزائرية في السنوات الغابرة وقال مخلوفي إن اللاعبين المحترفين هم أيضا أبناء الجزائر لكن ما يحز كثيرا أن التنظيم والتخطيط للكرة الجزائرية من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أصبح منعدما بشكل كبير ما خلق فراغا رهيبا، وهو ما جعله يطرح تساؤلات حول دور المديرية الفنية في الوقت الراهن بقيادة لعروم خاصة وأن المديرية الفنية في وقت مخلوفي كان تعمل على إرسال مندوبين في كل ربوع الوطن للوقوف على المستوى العام للمواهب الشابة. مشاكلنا الرياضية مع مصر كانت قبل الاستقلال وعن التوتر الكبير الذي عرفته مباراة الجزائر ومصر في تصفيات كأس العالم 2010 أشار مخلوفي إلى أن ذلك لم يأت من عدم بل يجب العودة إلى تاريخ المواجهات بين المنتخبين والتي عرفت في كل مرة توتر مؤكدا في السياق نفسه أن منتخب جبهة التحرير حرم من اللعب في مصر في وقت الاستعمار خوفا من العقوبات على رئيس الاتحاد المصري الذي كان يشغل منصب في الاتحاد الدولي الذي حذر جميع الاتحادات من مواجهة الجزائر في تلك الحقبة. فريق جبهة التحرير لايزال ينتظر وسام الاستحقاق وقال مخلوفي إن جل ما ينتظره رفقة البعض من لاعبي منتخب جبهة التحرير الحصول على وسام الاستحقاق كما سبق أن حصل عليه البعض على غرار زيدان وذلك لتحسين الظروف المعيشية للاعبي جبهة التحرير الوطني. زرت كرمالي وأتمنى له الشفاء ولم ينس رشيد مخلوفي لاعب منتخب جبهة التحرير السابق عبد الحميد كرمالي الذي يتواجد على فراش المرض وأشار أنه يتواجد في حالة غير مستقرة حيث تمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى أسرته خاصة أن الرجل كان من بين أعمدة منتخب جبهة التحرير الوطني. أول دورة مغربية شارك فيها فريق جبهة التحرير كانت سنة 1958 بتونس ومباراة المغرب تبقى في البال وكان أول ما تبادر لرشيد مخلوفي وهو ينزل ضيفا علينا في فوروم "البلاد "، أول دورة مغاربية شارك فيها منتخب جبهة التحرير الوطني سنة 1958 بتونس وهي الدورة التي توج بها رفقاء زيتوني بعد الفوز على تونس ب 5 مقابل واحد وكانت المباراة النهائية أمام المنتخب المغربي الذي تعمد الخشونة خاصة أن فريق جبهة التحرير أكد علو كعبه في هذه المباراة ما أثار غضب المغاربة الذين مارسوا الخشونة لتنتهي المباراة بهدفين دون رد . فريق جبهة التحرير الوطني لم يكن يسعى وراء الأموال وكنا نتقاضى راتب 50 دينارا تونسيا وفي حديثه عن فريق جبهة التحرير قال مخلوفي إن اللاعبين الذين كانوا يتقاضون أموالا طائلة في نواديهم المحترفة تركوا كل شيء وراءهم من أجل قضية سامية وهي التعريف بالقضية الجزائرية في العالم، الأمر الذي تحقق فعلا مؤكدا في نفس الوقت أن الجميع لم يكن يسعى وراء المال أو الشهرية لا سيما أن هاتين الميزتين كان يتمتع بها اللاعبون العشرة الأوائل الذين ولجوا المنتخب الوطني مؤكدا في السياق أن لاعبي جبهة التحرير كانوا يتقاضون 10 دنانير تونسية في الشهر. بن بلة أعطاني الضوء الأخضر للعودة إلى فرنسا وقال "نحن بلد حر ومستقل" وقد شد مخلوفي الرحال أيضا إلى فرنسا فور نهاية حرب التحرير وكان ذلك بمباركة من الرئيس الأول للجزائر بن بلة الذي منحه الضوء الأخضر وقال له بالحرف الواحد "لم نقم بحرب الاستقلال لثماني سنوات كاملة هباء الجزائر الآن بلد حر ومستقل ولا مانع من عودتك إلى فرنسا". قال بن بلة لرشيد مخلوفي. أجمل ذكرى لي تبقى لقاء الجنرال "جيان" الذي أعطى درسا للفرنسيين وبالعودة الى أرشيف اللاعب السابق في منتخب جبهة التحرير أشار مخلوفي إلى أن أجمل ذكرى له تبقى لقاءه للجنرال الفيتنامي "جيان" الذي أعطى درسا للمستعمر الفرنسي في سنوات الخميسنيات وأعجب كثيرا بتواضعه الكبير الذي كان عليه ويعتبر قدوة للجميع على حد قول مخلوفي. أفضل مباراة لي مع سانتيتيان تبقى أمام بوردو في نهائية كأس فرنسا سنة 1968 وقال رشيد مخلوفي إن أفضل ذكرى له مع فريقه الفرنسي سانتيتيان تبقى نهائي كأس فرنسا سنة 1968 أمام بوردو الفرنسي، حيث سجل ثنائيا واحدا بضربة جزاء والهدف الثاني كان بمقصية غالط بها الحارس الخصم. غادرت سانتيتيان بعد أن حرمت من شارة القائد وأكد مخلوفي أن السبب الرئيسي وراء خروجه من سانتيتيان كان نزرع شارة القائد له بعد قدوم مدرب جديد على رأس الفريق ويتعلق الأمر بالمدرب باتو خاصة بعد الحديث الصحفي الذي جمعه مع أحد الصحفيين الفرنسيين حيث لم يعجب المدرب الفرنسي بما قاله مخلوفي الذي يبقى أسطورة سانتيتيان حيث شد الرحال بعد ذلك إلى نادي باستيا. تخليت عن رئاسة الفاف سنة 1988 بسبب أحداث أكتوبر ولم يخف الرجل أن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى مغادرة رئاسة الاتحادية سنة 1988، حيث كان رئيسا لمدة ستة أشهر وكانت الأحداث التي عاشتها الجزائر في شهر أكتوبر حيث قال مخلوفي صراحة لوزير الشباب والرياضة لا يمكنه المواصلة والشباب يخرج للتظاهر ليعبر عن رأيه. روراوة عرض علي منصب المديرية الفنية ورفضت لأنه لم يساعدني في الكاف وأشار مخلوفي إلى أنه رفض عرض محمد روراوة الذي اقترح عليه منصب مدير فني للمنتخبات منذ حوالي ست سنوات وذلك بسبب عدم مساعدة الرجل الأول للاتحاد لرشيد مخلوفي سنوات التسعينيات، حيث حرم مخلوفي من التواجد في أمم إفريقيا سنة 1996 ضمن اللجنة الفنية للكاف بفعل فاعل ودون تحرك أي أحد. منتخب 1982 لم يأت من عدم بل كان نتيجة عمل بدأ في السبعينيات وعن منتخب 1982 الذي أبهر الجميع في سنوات الثمانينات أشار مخلوفي إلى أن البعض لا يعلم أن هذا المنتخب جاء بعد عمل كبير قاعدي بدأ منذ سنوات السبعينيات حيث كانت المديرية الفنية لها رجال في كل ربوع الوطن كما أن الفريق العسكري الذي كان ينتمي له جل لاعبي الخضر في تلك الحقبة ساهم أيضا في بروز ذلك الجيل الذي أدى ما عليه وشرف الكرة الجزائرية. احترفتوأنا في ال18 من عمري كشف أسطورة الكرة الجزائرية رشيد مخلوفي لدى استضافته بمنتدى "البلاد"، أنه بدأ في مداعبة الكرة ضمن صفوف اتحاد سطيف في سن مبكرة وتألقه جعل إدارة ليسماس ترقيه من صنف الأصاغر إلى الأواسط ومن الأواسط إلى الأكابر، حيث لعبت في صفوف الاتحاد من 1952 إلى 1954. وقال "تعلمت أصول الكرة في مدرسة اتحاد سطيف ووالدي كان يرفض أن أمارس كرة القدم لأنه كان يريدني أن أواصل دراستي لكني صممت على مواصلة مسيرتي الكروية التي فتحت لي آفاق الاحتراف في سن مبكرة جدا". وأضاف "احترفت وأنا في عمري 18 سنة، بفضل فرنسي من الأقدام السوداء كان مقيما في سطيف هو من اقترحني على شقيقة في سانتيتيان لكونه يعرف جيدا مسؤولي الفريق". ثم أضاف "إدارة سانتيتيان وبمجرد أن سمعت عن موهبتي سارعت إلى إرسال تذكرة طائرة لي وحملت حقيبتي وسافرت". وأثنى مخلوفي كثيرا على مدرب سانتيتيان آنذاك جون سانيلا، وقال "إنه مدرب كبير فبمجرد أن شاهدني طلب مني الإسراع في ارتداء لباسي الرياضي والشروع في التدريب". عيسى.ب لقاء واحد مع سانتيتيان كان كافيا لي لأصبح مدلل الأنصار وبخصوص أول لقاء له ضمن صفوف سانتيتيان، أكد رشيد مخلوفي أنه كان في شهر أوت 1954 لما كان سانتيتيان يلعب في بطولة الدرجة الثانية، ومن أول لمسة لي للكرة قدمت كرة ذهبية لزميلي تمكن على إثرها من تسجيل الهدف الأول لتهتز بعدها مدرجات الملعب لتهتف باسمي. وقال "في أول لقاء لي مع سانتيتيان أصبحت المدلل الأول لأنصار الفريق وبعدها حملت شارة القائد وقدت الفريق لعدة تتويجات كان آخرها الفوز بكأس فرنسا عام 68 أمام بوردو وكنت مسجل هدفي الفوز 2 -1". وأضاف "بعد الفوز بكأس فرنسا سنة 1968 انتقلت في الموسم المالي إلى صفوف نادي باستيا، حيث كنت لاعبا ومدربا في نفس الوقت وبعدها عدت للجزائر بطلب من المسؤولين". عيسى.ب رئيس ريال مدريد كتب شيكا على بياض لزيتوني كشف النجم السابق للكرة الجزائرية رشيد مخلوفي أن رئيس ريال مدريد الإسباني في سنة 1958 عرض على المدافع الجزائري زيتوني اللعب في صفوف النادي الملكي وقدم له شيكا على بياض لكن زيتوني رفض العرض بسبب ارتباطه بفريق جبهة التحرير وحبه للوطن خاصة بعد اندلاع الثورة الجزائرية. وقال مخلوفي "زيتوني هو من أفضل المدافعين في العالم، وكان لاعبا هاما في المنتخب الفرنسي حيث كان على أبواب المشاركة معه في مونديال السويد 1958 قبل أن يلبي نداء الوطن والثورة". وأضاف " رئيس ريال مدريد لما شاهد زيتوني وهو يلعب اندهش من مستواه وطريقة لعبه وهذا على هامش اللقاء الودي الدولي الذي جمع المنتخبين الفرنسي والإسباني سنة 1958 استعداد للمشاركة في كأس العالم بالسويد". ثم أضاف "زيتوني في هذا اللقاء حرم اللعب والتهديف على دي ستيفانو ومباشرة بعد اللقاء سارع رئيس ريال مدريد للحديث معه وقدم له شيكا على بياض في غرف الملابس".