يشعر مدرب حراس المرمى في منتخب مصر الأول لكرة القدم بالقلق بسبب تراجع مستوى الحراس الدوليين في الدوري المحلي قبل انطلاق المرحلة النهائية للتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 في مارس اذار. وأضفى غموض موقف عصام الحضري الحارس الأساسي لمنتخب مصر، والذي يدافع عن ألوان نادي سيون السويسري المزيد من الضغوط على الجهاز الفني لبطل إفريقيا، بعد أن ذكرت تقارير إعلامية أن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من المتوقع أن يصدر قريبا وربما يكون بإيقاف الحضري نتيجة مشكلة مع ناديه السابق الأهلي. وانتقل الحضري (36 عاما)، وهو حارس المرمى الأساسي في منتخب مصر منذ نحو خمسة أعوام، بشكل مفاجيء إلى سيون في فبراير شباط 2008 دون موافقة الأهلي الذي قضى بين صفوفه 12 عاما والذي قدم شكوى إلى الفيفا سيتم الفصل فيها على الأرجح الشهر المقبل. ولعب الحضري دورا كبيرا في فرض منتخب مصر سيطرته على كرة القدم في إفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية وقاده إلى الفوز بكأس الأمم الإفريقية في 2006 و2008، وحصل على لقب أفضل حارس مرمى في البطولتين. كما أنه يعد أحد العناصر الأساسية في خطط المصريين نحو حجز بطاقة اللعب في جنوب إفريقيا بعد عامين. وقال أحمد سليمان، مدرب حراس المرمى في منتخب مصر، "نعتمد على الحضري بشكل أساسي لخبرته وهو أفضل حارس مرمى حاليا في مصر وإفريقيا." وأضاف "لا أستطيع إخفاء قلقي من هذه النقطة لأن الوقت لا يسمح بأعداد أكثر من حارس بديل قبل مواجهة زامبيا في تصفيات كأس العالم." وتابع "سيخوض الفريق معسكرا تدريبيا قصيرا قبل مباراة زامبيا وهذا هو المأزق الذي اخشاه (في حالة ايقاف الحضري)." ويستهل منتخب مصر سعيه نحو التأهل لنهائيات كأس العالم لأول مرة منذ 1990 بمواجهة زامبيا في القاهرة في 29 مارس المقبل ضمن منافسات المجموعة الثالثة ثم يلعب بعد ذلك مع الجزائر ورواندا قبل أن يخوض منافسات بطولة كأس القارات في جويلية. ولن يكون موقف الحضري فقط هو ما سيؤرق سليمان في الفترة المقبلة إذ أن الحارسين البديلين أمير عبد الحميد وعبد الواحد السيد يواجهان مشاكل مع فريقيهما الأهلي والزمالك على الترتيب. وجلس عبد الحميد الذي اصبح الحارس الأساسي للأهلي بعد رحيل الحضري على مقاعد البدلاء في مباراة فريقه امس الخميس أمام الإسماعيلي في الدوري المصري بعد ان أخطأ مرتين ليهدي بتروجيت التعادل 2-2 مع فريقه حامل اللقب في مباراة اقيمت في بداية هذا الأسبوع وهو ما أدى الى تعرضه لانتقادات مشجعي فريقه. وبالإضافة إلى ذلك يمر الزمالك الفائز بالدوري المصري 11 مرة بواحدة من أسوأ المواسم في تاريخه وتتلقى شباك حارسه السيد أهدافا في كل مباراة تقريبا. كما أن عدم ثبات مستوى محمد صبحي حارس مرمى الإسماعيلي وجلوس محمد عبد المنصف على مقاعد بدلاء الزمالك يجعل من الصعب الاعتماد عليهما واستبعدا مؤخرا من تشكيلة منتخب مصر. ويقول سليمان "عبد الحميد يعاني من عدم تركيز بسبب الضغوط النفسية الواقعة عليه بسبب انتقادات الجماهير والاعلام وهذا يؤثر على مستواه بالتأكيد." وأضاف "طلبت من قبل من الجهاز الفني للأهلي والمشجعين منحه فرصة اثبات جدارته خلال عام أو عامين لأنه ظلم طويلا بجلوسه احتياطيا للحضري دون أن يشارك في المباريات لنحو خمس سنوات ثم وجد نفسه بشكل مفاجيء الحارس الأول للفريق." ودافع سليمان عن اختيار عبد الحميد في تشكيلة منتخب مصر مؤخرا، وقال إنه ليس من المنطقي عدم ضم حارس مرمى الفريق الذي يحرز كل البطولات المحلية والقارية مؤخرا. وأضاف مدرب حراس مرمى مصر "أستطيع أن أجعل عبد الحميد أكثر تركيزا عندما ينضم إلى منتخب مصر وسأعالجه نفسيا وأبعد عنه الضغوط." وردا على سؤال حول تراجع مستوى السيد حارس مرمى الزمالك قال سليمان "عبد الواحد من الحراس الرائعين لكن النتائج الضعيفة لناديه في الفترة الأخيرة تجعله تحت ضغط نفسي هائل وهذا أيضا ما سأحاول علاجه." لكن سليمان أبدى تفاؤله إزاء ظهور حراس مرمى شباب مؤخرا مثل الهاني سليمان حارس الاتحاد السكندري وثلاثي إنبي عامر عامر والمهدي سليمان ومحمد أبو جبل رغم أنه اعترف بصعوبة حصول الحراس المصريين على فرصة لوجود العديد من حراس المرمى الأجانب في الدوري المحلي. وقال "لدينا 11 حارس مرمى أجنبيا في الدوري المصري وهم يحجبون الفرصة عن المصريين وأغلب هؤلاء الحراس يلعبون بشكل أساسي." وأضاف "يتعين على اتحاد كرة القدم أن يتخذ قرارا بإلزام الأندية بعدم الاستعانة بحراس المرمى الأجانب بصفة مؤقتة لمدة عامين أو ثلاثة أعوام على سبيل المثال." وتابع "يجب اكتشاف مواهب جديدة ومنحها فرصة اللعب بشكل منتظم مع انديتها وذلك سيفيد منتخب مصر بالتأكيد."