حسناء شعير تحدث المجاهد محمد مشاطي وعضو مجموعة ال22 التي كانت مصدرا لاندلاع ثورة التحرير بالمركز الثقافي الجزائري بباريس نهاية الأسبوع، عن الصفحات التي لم تنشر من قبل حول المرحلة التمهيدية العسكرية والسياسية لهذه الفترة من تاريخ الجزائر. وخلال ندوة متبوعة بنقاش تمحورت حول عرض كتابه “مناضلو الاستقلال الجزائري- مذكرات” الصادر عن دار “تريبور”، تطرق مشاطي، وهو أحد المبادرين الأوائل بالحركة الوطنية الجزائرية إلى غاية توقيفه في 1958 والفاعل الأساسي لأول نواة لجبهة التحرير الوطني و”فيدرالية فرنسا المستقبلية”، إلى تطور الحس الوطني الجزائري من خلال مسيرته السياسية والنضالية. واعتمادا على كتابه؛ قدم مشاطي شهادته الثمينة حول هذه الفترة الحساسة المتمثلة في الانتقال من العمل السياسي إلى خيار النضال المسلح الذي أصبح، حسبه، “حتميا بعد مجازر سطيف وڤالمة وخراطة”. وفي هذا اللقاء الذي جرى بحضور الناشر السويسري الذي تبنى القضية الجزائرية “نيلس أندرسون”، أكد المتحدث أن “الفاتح نوفمبر لم يكن من باب الصدفة بل تعود بوادره إلى الحركة الوطنية.. وإذا كان تاريخ هذه الحركة مجهولا فإنه لا يمكننا فهم عمل مجموعة ال 22″. وأوضح مشاطي أن المؤرخين رجعوا إلى تاريخ الحركة الوطنية ل”نجم شمال إفريقيا”، مضيفا أنه يرى أن دعم هذا الحزب “كان سلبيا بالنسبة للحركة الوطنية”. وقال أيضا “لقد كان ذلك بمثابة انحراف كون هذه الهيئة أنشأتها السلطة الاستعمارية عن طريق تدخل الحزب الشيوعي الفرنسي من أجل وقف نشاط الأمير خالد الذي كان يزعجه كثيرا”. كما أشار المتحدث إلى أنه في سنة 1919؛ أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، كان الأمير خالد يطالب في تلك الفترة بحق تقرير المصير بالنسبة للجزائريين، موضحا “لقد عاد إلى الجزائر في سنة 1923 أو 1924 حيث قام بجولة إلى جميع ربوع الوطن بهدف إطلاق حركته، حيث كان يخاطب المثقفين ومستشاري البلديات، ونجحت هذه المبادرة إلى درجة تخويف السلطة الاستعمارية التي طردته من الجزائر واضطهدت مناصريه”. من ناحية أخرى، أكد مشاطي أن دعم “نجم شمال إفريقيا” للحركة الوطنية يتلخص في ثلاثة جوانب؛ الزعامة والشعبوية والنشاط العفوي، مضيفا أن “الجزائريين” خسروا الكثير من الوقت مع نجم شمال إفريقيا الذي كان في نهاية المطاف خدعة وعائقا”. كما أكد المتحدث أنه “لو لم يكن هناك حزب نجم شمال إفريقيا فإن حركة الأمير خالد كانت ستستمر وتتطور لتفضي إلى استقلال الوطن”.