^المنطقة مشهورة بالأنفاق والكهوف وتعتبر ملاذا آمنا ومنيعا للإرهابيين عبد الله .بن أفاد تقرير نشره موقع قناة “فوكس نيوز" الأمريكية، بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يستعمل السلاسل الجبلية في شمال مالي ليجعلها منطلقا للقيام بهجمات من شأنها التسبب في “مأزق" لحكومات شمال إفريقيا والقوات الغربية المتواجدة في المنطقة. ونقل التقرير عن مؤسسة “ستارتفور" المختصة في التحقيقات التي يقع مقرها بولاية تكساس الأمريكية، أن خطة التنظيم في إقامة مخابئ في السلسلة الجبلية بمنطقة “تغرغار" شمال مالي تشبه تلك التي أقامتها القاعدة في جبال “تورا بورا" الأفغانية والتي أتاحت للزعيم السابق للتنظيم أسامة بن لادن الإفلات من القوات الغربية لعدة سنوات. فمع وجود أنفاق وكهوف تعتبر ملاذا آمنا ومنيعا للإرهابيين المتهمين بالقيام بهجمات كالتي حصلت في تيغنتورين في عين امناس الذي خلف عشرات الجرحى والقتلى والهجوم الذي حصل في مدينة “كيدال" المالية الذي خلف 6 قتلى. وأضاف التقرير أن تنظيم القاعدة من خلال تجميع قواته بمنطقة الساحل في الملاجئ الجبلية والذي دخل في صراع مع الحكومة المالية والقوات الفرنسية التي تدخلت لحماية مصالحها الاقتصادية وبالأخص شركاتها التي تعمل في مجال المناجم والطاقة، قد يكون أسوأ في قتاله لأعدائه مما كان عليه في الحرب التي شنتها عليه القوات الغربية المتحالفة طيلة العقد السابق.وفي هذا السياق اقتبست “فوكس نيوز" عن تقرير مؤسسة “ستارتفور" قوله: “لقد جعل التنظيم المناطق الجبلية غير قابلة للعبور من طرف القوات المعادية له، عبر زرع ألغام أرضية ومتفجرات مصنوعة يدويا وحفر أنفاق، ومن الممكن أن يكون المسلحون قد أنشأوا شبكة كهوف واسعة في الجبال، ومداخلها ستكون صعبة الاكتشاف، والطريقة الوحيدة لذلك هي مراقبة دخول وخروج الإرهابيين منها". ويضيف التقرير أن السلسلة الجبلية التي تغطي ما يقارب 8500 ميل مربعا تقع بمحاذاة الحدود مع الجزائر تضمن للمجموعات المسلحة الحماية والتغلغل في مناطق واسعة حتى جبال “الهقار" الجزائرية ومناطق جبلية أخرى في النيجر، التي ستكون بالنسبة لهم بمثابة الملاذ الأخير بعد الهجوم الذي شنته القوات المالية والفرنسية في جانفي الماضي، ومن المحتمل أن تستعمل الأنفاق في نقل الغذاء والوقود والذخيرة، وبعض الممرات كبيرة بحيث تتسع لمرور الشاحنات. فالتضاريس الوعرة تصعب من مراقبتها حتى مع عدم وجود غطاء نباتي ويحد من فعالية وسائل المراقبة الجوية والمركبات غير المأهولة. أما عن البنية الديمغرافية للمنطقة فقد أشار التقرير إلى أن عدد سكانها يقارب ال 60 ألف نسمة من قبائل الطوارق الذين يقطنون في قرى صغيرة، شهدت في السابق نشاطات لعصابات تهريب المخدرات القادمة من أمريكا الجنوبية الى كل من الجزائر وليبيا، وكذا الجماعات الإرهابية التي تقوم بعمليات اختطاف للحصول على فدية.