عندما تغيب العدالة يقع الظلم وتضيع حقوق الناس، وعندما تضيع حقوق الناس يحدث ما نراه اليوم في أكثر من بلد عربي. حكام النصف الثاني من القرن الماضي ومطلع الألفية الحالية في العالم العربي، اعتقدوا أن الشعارات وحدها تكفي لتسيير شعوبهم التي خرجت من ليل الاستعمار. لقد ارتكب الحكام العرب مجازر بحق أممهم، عندما رسّخوا قوانين الظلم السياسي والاجتماعي، وأغلقوا نوافذ الانفتاح في وجه شعوبهم، واعتقدوا مرة ثانية أن الشعارات والاستبداد وقوة البوليس آدوات يمكن أن يحكموا بها شعوبهم. ما يحدث من ثورات وانتفاضات ومظاهرات واحتجاجات في العالم العربي مؤامرة.. فعلا إنه مؤامرة.. لكن ممن؟ الذين سلبوا شعوبهم إرادتهم في الاختيار الحر تآمروا على بلدانهم للبقاء في السلطة بأي ثمن، وهم يعتقدون أن رحيلهم يفسد شعوبهم وأممهم، لماذا يصر الحكام في العالم العربي على الرحيل تحت ضربات الثائرين والمعارضين بدلا من التغيير الحر والسلمي والديموقراطي؟ وهل كُتب على العالم العربي الفوضى والإبداع في الفوضى والغرق فيها ؟ متى يدخل العرب مرحلة البناء والتطور والتقدم والابداع للمستقبل بدلا من هذه النيران التي تلتهم كل شيء؟ نعتقد أن أول خطوة في اتجاه استقرار العالم العربي أن تبدأ الأنظمة والحكومات في حفظ حقوق الناس وكرامتهم .. بواسطة أنظمة عادلة مادامت كل محاكم العرب تحمل شعارا جميلا عنوانه.. العدل أساس الحكم.